الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طريقة قضاء الفوائت بدون مشقة

السؤال

لدي فوائت كثيرة، ولقد صليت قليلا منها ولكن بعدها تركت الفوائت لعدة أشهر بسبب ثقلها علي حتى أني بسبب هذا الأمر شعرت بثقل صلوات الحاضرة علي، مع أني أريد أن أصلي الفوائت وأن أنتهي منها بأسرع وقت.
ولكني أشعر بالضيق بسبب كثرتها وبسبب الإثم إذا لم أصل بقدر كاف في يوم واحد، مع أني لا أعلم مقدار ما أستطيع من صلاة في يوم واحد، ويثقلني صلاة يومين في يوم ولكن على المرء أن يتوب من جميع الذنوب، أي أنه عليه أن يصلي الفوائت أيضا، وإلا كان آثما، فإني لا أريد أن أكون آثمة ولكن الفوائت ثقيلة علي، فماذا أفعل؟ وهل عدم أداء الفوائت يعتبر من الإصرار على الصغيرة وبالتالي ستكون كبيرة؟
وهل يصح توبة من لم يصل الفوائت ولكن يصلي صلوات الحاضرة؟ وهل من عليه فوائت إذا استغفر الله من كل ذنب يعتبر كاذبا لأنه لم يصل الفوائت ولا يجوز له استغفار من كل ذنب إلا إذا صلى الفوائت؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالمفتى به عندنا وجوب قضاء الفوائت فورا، ومعنى الفورية هنا أن تنشغلي بالقضاء على نحو لا يضر ببدنك أو معاشك، فإذا قصرت في ذلك وتركت القضاء لغير ما ذكر كنت آثمة، على هذا القول، وانظري الفتوى رقم: 158977.

ومن العلماء من يرى أنه يكفي أن تقضي في كل يوم صلاة يومين، وهذا القول فيه يسر، ونرجو أن لا يكون عليك بأس في الأخذ به، فاستعيني بالله وخصصي وقتا معينا من ليل أو نهار لتقضي فيه صلاة يومين، ونظن أنك لو أخذت ساعة واحدة من كل 24 ساعة لكانت كافية لهذا الموضوع، أو قريبة من ذلك.

ومن ثم تلتزمين بها وتعودين نفسك عليها حتى تعتادي هذا الأمر وتزول مشقته، ولا بد من شيء من المجاهدة في أول الأمر، حتى يحصل التعود وينشرح الصدر، مع ملاحظة ما رتب الله على الصلاة من عظيم الأجر، وجزيل الثواب.

نسأل الله تعالى أن يجعل قرة عينك في الصلاة؛ كما كان حال المصطفى صلى الله عليه وسلم، حيث قال: وجعلت قرة عيني في الصلاة. رواه أحمد والنسائي.

ونرجو إعادة إرسال بقية أسئلتك بشكل مستقل وفق النظام المتبع لدينا

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني