الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم قراءة القرآن لمن يعجز عن نطق بعض الحروف

السؤال

جدتي تجاوزت السبعين عامًا، وتريد أن تقرأ من المصحف، فأشغل لها المصحف المعلم، وتقرأ خلفه من المصحف، ولكنها لا تستطيع نطق حرف الثاء؛ لأن أسنانها متساقطة، فهل يحل لها القراءة؟ وكذلك بالنسبة لحرف الذال.
وماذا لو كانت لا تستطيع أن تنطق الثاء إلا بمشقة.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا حرج عليها أن تقرأ ما استطاعت -ولو أسقطت بعض الحروف-؛ قال الله تعالى: لاَ يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا [البقرة:286]، وقال تعالى: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ [الحج:78]، وقال تعالى: يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ [البقرة:185]، وقال الله تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16].

فالعاجز عن النطق بالحرف نطقًا صحيحًا بسبب كونه ألكن أو ألثغ فلا مؤاخذة عليه؛ لأن الله لا يكلف نفسًا إلا وسعها، وتصح صلاتها، ويصح أن يقتدي بها مثلها؛ كما قال النووي في المنهاج: ولا يصح اقتداء قارئ بأميّ، وهو من يخلّ بحرف أو تشديدة من الفاتحة، ومنه أرت: يدغم في غير موضعه، وألثغ: يبدل حرفًا بحرف، وتصح بمثله. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني