الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم قول: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم بدلا من قول: سبحان الله وبحمده مائة مرة في أذكار الصباح

السؤال

هل يجزئ قول "سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم" عن قول سبحان الله وبحمده مائة مرة في أذكار الصباح؟ وما هو الأفضل؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال: سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر. متفق عليه.

قال المباركفوري في المرعاة: ...وأما أبوداود فأخرجه في الأدب بلفظ: من قال حين يصبح سبحان الله العظيم وبحمده مائة مرة وإذا أمسى كذلك، لم يواف أحد من الخلائق بمثل ما وافى. قال المنذري: وأخرجه مسلم والترمذي والنسائي بنحوه أتم منه ونسب الجزري لفظ التسبيح المذكور في أبي داود للحاكم وابن حبان وأبي عوانة أيضاً والله أعلم. انتهى.

والحديث بلفظ أبي داود بزيادة "العظيم" صححه الألباني.

وصنيع النووي في الأذكار يقتضي جواز الصيغتين، فلا مانع من قول هذا وهذا؛ قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ: العبادات التي فعلها النبي صلى الله عليه وسلم على أنواع: يشرع فعلها على جميع تلك الأنواع، لا يكره منها شيء، وذلك مثل أنواع التشهدات، وأنواع الاستفتاح، ومثل الوتر أول الليل وآخره، ومثل الجهر بالقراءة في قيام الليل والمخافتة، وأنواع القراءات التي أنزل القرآن عليها، والتكبير في العيد، ومثل الترجيع في الأذان وتركه، ومثل إفراد الإقامة وتثنيتها. انتهى من مجموع الفتاوى.

وقد يكون في قول "سبحان الله العظيم وبحمده" مزيد فضل لاشتمالها على لفظ زائد، وانظر الفتوى رقم: 130600.

وأما الذكر باللفظ المسؤول عنه؛ فقد جاء الحديث في الصحيحين: كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم.

فهو في الأصل ذكر مطلق غير مقيد بوقت أو عدد، ولذا بوب عليه النووي في الأذكار: (بابٌ مختصر في أحرفٍ مما جاء في فضل الذكر غير مقيّدٍ بوقت)

فليكثر منه المسلم في يومه، لكن لا يجعله شرعا للناس عموما بوقت محدد؛ فالأصل في العبادات التوقيف؛ وفي فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء: أما الأدعية والأذكار المأثورة: فالأصل فيها التوقيف من جهة الصيغة والعدد؛ فينبغي للمسلم أن يراعي ذلك، ويحافظ عليه، فلا يزيد في العدد المحدد، ولا في الصيغة، ولا ينقص من ذلك، ولا يحرف فيه. انتهى.

وبناء على ذلك, فمن الأفضل في أذكارالصباح الاقتصارعلى " سبحان الله وبحمده " من غير زيادة؛ كما جاء في الحديث، وأن تداوم على الكلمتين العظيمتين "سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم" كذكر مطلق, لكن من قال ـ في أذكار الصباح ـ "سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم" أجزأه ذلك؛ لأنه أتى "بسبحان الله وبحمده" مائة مرة.

وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم : 183159.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني