الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

عندي وسواس قهري وآخذ بأيسر الأقوال. فإذا كانت نجاسة جافة تحت الفأرة ـ الماوس ـ ولم أزلها، وكنت أستخدمه، فهل حركة الماوس على المفرشة تنقل النجاسة الجافة إلى المفرشة؟ ولو وضعت يدي على المفرشة، فهل تنتقل النجاسة إلى ثوبي؟ فكل ما أقوله توقعات! وهل إذا كان نعلي به نجاسة جافة ولبسته سواء كانت رجلي مبلولة أو جافة تنتقل النجاسة إلى رجلي؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله لك الشفاء والعافية، ثم اعلم أن علاج الوساوس هو الإعراض عنها وعدم الالتفات إليها، فعليك ألا تبالي بهذه الوساوس ولا تعيرها أي اهتمام، وانظر الفتوى رقم: 51601.

ومهما وسوس لك الشيطان أن مكانا ما قد تنجس، فلا تلتفت إلى هذه الوساوس وابن على الأصل وهو بقاء الطهارة فشكك في كون الموضع الذي تحت الفأرة قد تنجس مما لا ينبغي أن تلتفت إليه، بل ابن على الأصل وهو طهارة هذا المكان، ثم إن النجاسة لا تنتقل من موضع جاف إذا لاقى موضعا آخر جافا، فلو فرض كون هذا المكان متنجسا، فإن النجاسة لا تنتقل منه إلى يدك فضلا عن أن تنتقل من يدك إلى غيرها، وإذا شككت في نجاسة النعال فاحكم بالأصل وهو طهارتها، وعند بعض أهل العلم أنه يعفى عن يسير النجاسة مطلقا، وانظر الفتوى رقم: 134899.

فيسعك الأخذ بهذا المذهب إن كان فيه تخفيف عليك، كما بيناه في الفتوى رقم: 181305.

وبالجملة، فعليك أن تطرح هذه الوساوس وألا تبالي بها حتى يعافيك الله تعالى، ولا حرج عليك في العمل بغلبة الظن بزوال النجاسة، واستصحب دائما الأصل وهو الطهارة كلما شككت في نجاسة شيء ما.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني