الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم تكلف غسل ما بطن من المخرجين

السؤال

‏يا شيخ أنا بعد الاستنجاء يبقى داخل فتحة الذكر بول، ما حكم هذا البول؟ هل هو معفو عنه؟ وأنا لا أعلم هل يخرج أم لا؟ لكني عندما أخرجه يخرج وعندما أتركه لا أعلم أنه يخرج وأعتقد أنه يخرج وأحس بخروج شيء بعد الاستنجاء فما حكمه ؟ وغالبا أرى وأحيانا لا أرى سوى القليل يعني بعد الاستنجاء أنتر الذكر وبعد ذلك أعصر الذكر وأعصر الفتحة ويظهر قليل يعني عند عصر رأس الفتحة يخرج شيء على شكل خط، وعندما أتركه يختفي ولا أراه، ومرات أراه فوق الفتحة، واعلم يا شيخ أن هذا ليس ماء الاستنجاء لأني استعملت المناديل بعد انتهاء البول وبعد ذلك عصرت الفتحة ويظهر هذا، ومرات أنتر الذكر وأجذبه إلى رأس الذكر ويظهر مثل هذا، ومرات لا أنتر الذكر فقط أعصر الرأس من الفتحة من الطرفين اليمين واليسار ويظهر هذا، فما الحكم؟ وهذا يظهر فقط بعد الاستنجاء ولا يظهر في الأوقات الأخرى يعني ممكن هذا الشيء يخرج بعد ذلك وأنه نجس، ويمكن أن يخرج دون أن أحس أو مرات أحس بخروج شيء لا أعلم هل حقيقة أم لا؟ وكأنه حقيقة واليوم بعد الاستنجاء استنجيت وقمت ولبست الملابس وأحسست بخروج شيء من الذكر لكني لم ألتفت إليه، هل هو خرج بالفعل؟ وهل هو مثل هذا يعني البول الباقي الذي أراه غالبا؟ يعني يمكن خرج وأنه نجس، فما حكم صلواتي، ويا شيخ أيضا إن البول عندي لا يخرج كله يبقى على المسلك بعض البول وهذا لا يخرج إلا بالنتر أو السلت، وإذا لم أنتر وغسلت الذكر وذهبت سيخرج خلال تحركي، فماذا أفعل؟ تعبت يا شيخ أفكر كثيرا وأيضا أرى في الذكر في كثير من الأحيان لمعانا في الفتحة وأيضا رطوبة وبللا في الفتحة عندما تفتحها قليلا، أتمنى أن تساعدوني في حل مشكلتي، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فواضح أنك موسوس، وننصحك بتجاهل الوساوس والإعراض عنها، وإذا شككت في أنه قد خرج منك شيء أو أحسست بذلك فلا تلتفت لهذا الشك أو ذلك الإحساس الذي منبعه الوسوسة ولا تعره اهتماما ما لم يصل حد اليقين، واعلم أن ما كان من النجاسات داخل المخرج فلا حكم له ولا يلزم تطهيره حتى يبرز، قال النووي ـ رحمه الله ـ في المجموع: قال الغزالي: ولا يستقصي فيه بالتعرض للباطن، فإن ذلك منبع الوسواس، قال: وليعلم أن كل ما لا يصل الماء إليه فهو باطن، ولا يثبت للفضلات الباطنة حكم النجاسة حتى تبرز، وما ظهر له حكم النجاسة وحد ظهوره ـ أي ضابط ظهوره ـ أن يصله الماء. اهـ

وعلى هذا؛ فإن ما ذكرت أنه يبقى داخل فتحة الذكر فلا حكم له فدعه عنك ولا تشتغل به، فإذا تيقنت من خروجه لزمك تطهيره، وإذا لم تتيقن من خروجه فلا يلزمك شيء.

وهذه هي القاعدة التي ينبغي أن تسير عليها مع الحذر من التعرض لباطن المخرج، فقد حذر العلماء من ذلك وقالوا إنه سبب للوسواس، قال النفراوي في الفواكه الدواني: وليس عليه ـ أي مريد الاستنجاء ـ غسل ما بطن من المخرجين حال استنجائه، لا وجوباً ولا ندباً، بل ولا يجوز له تكلف ذلك. انتهى

وقد بينا ما يفعله من تخرج منه قطرات البول بعد التبول في فتاوى كثيرة انظر منها الفتوى رقم: 158299، والفتوى رقم: 152015.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني