الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم التلفظ بطلاق الكناية بغير نية الطلاق

السؤال

أرجو المساعدة. عقدت النية على أني سوف أطلق، وتكلمت مع زوجتي، وقلت لها على الهاتف: أنت لا تلزميني، انتهى. ولم أكن أنوي إيقاع الطلاق في نفس الوقت، ولكن كانت توجد نية للفراق. مع العلم أني أعاني وسواسا شديدا، وضيقا، وكدرا، واكتئابا، ولا أرى طعما للسعادة.فهل إن تحدثت أني سوف أطلق، أو أريد الطلاق. يقع؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فاعلم أولا أن مجرد وجود نية الطلاق في القلب، لا يترتب عليها وقوع الطلاق، فقد ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله- عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها، ما لم تعمل، أو تكلم به. وقد رواه الترمذي أيضا، وقال عقبه: والعمل على هذا عند أهل العلم: "أن الرجل إذا حدث نفسه بالطلاق، لم يكن شيئاً حتى يتكلم به" اهـ.
وإذا تلفظ الرجل بالطلاق، فإن كان اللفظ صريحا كقوله: أنت طالق، وقع طلاقه ولو لم ينوه. وإذا تلفظ بكناية من كنايات الطلاق بغير نية إيقاعه، لم يقع طلاقه، ومن الكنايات قولك لزوجتك: أنت لا تلزميني، وقد ذكرت أنك لم تنو به الطلاق، فلا يقع الطلاق.

وللمزيد فيما يتعلق بضابط الكنايات، راجع الفتوى رقم: 49451، ورقم: 268504.

والموسوس إذا تلفظ بالطلاق عند غلبة الوسوسة، لا يقع طلاقه ولو تلفظ بصريح الطلاق، فضلا عن أن يكون مجرد نية، أو أن يكون كناية لا ينوي بها إيقاع الطلاق، وانظر الفتوى رقم: 102665، ولمعرفة السبيل لعلاج الوسوسة، راجع الفتوى رقم: 3086.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني