الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصائح لمن تزوج امرأة مفرطة في صلاتها وبينهما خلافات

السؤال

أنا متزوج منذ خمسة أشهر ولم يمر يوم منها تقريبا دون مشاكل مع زوجتي... ويعود السبب في ذلك إلى عدة أمور منها:
عندما أردت الزواج قررت أن أتزوج من صاحبة الدين والخلق.. غير مكترث بالجمال ولا المال، فأهلي وقبل خطبتي كانوا يقترحون علي نساء معينات للزواج وكنت أرفضهن لأسباب مختلفة... وزوجتي هذه عندما سألت عنها لم أجد أحدا يشكك في أخلاقها ودينها وأنها محافظة على الصلوات والعبادات كافة، وحافظة لعدة أجزاء من القرآن، وفي فترة الخطوبة بدأت المشاكل بين زوجتي وأهلي مع أنها تقطع الصلاة أحيانا ولا تنفذ أوامري إلا بصعوبة، ففكرت في فسخ الخطبة.... وأحيانا تحدث مشاكل بيننا بسبب أهلي، كما تبين لي أن زوجتي تقطع صلاتها وتؤخرها أحيانا، ولا تتواصل إلا مع أمي، وعلاقتها مع أخواتي وأقاربي شبه معدومة، والمشاحنات والمشاجرات بيننا لا زالت كثيرة، وأتحملها لأننا نعيش في بلد غير بلدنا، وخوفا على أهلها من نظرة المجتمع للمرأة المطلقة، فهل أصبر وأنا على هذه الحالة؟ أم أطلقها لعلي أرتاح من المشاكل؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد أصبت في البداية حين بادرت للسؤال عن هذه الفتاة، وخطبتها حين أثني عليها خيرا، فالمسلم ينبغي له أن يتحرى المرأة الدينة كما أوصى بذلك الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم، كما في الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك.

ولكن حين بدا لك أنها مفرطة في صلاتها، ودبت الخلافات بينها وبين أهلك كان الأولى بك أن تتريث في الأمر، وأن تنظر في فسخ الخطبة، فإن ذلك أهون من إتمام الزواج وبقاء الأمر على ذلك الحال وحصول الطلاق بعده، وفسخ الخطبة جائز، وخاصة إن دعا إليه عذر، ويكره لغير حاجة، كما هو مبين في الفتوى رقم: 18857.

ومن أهم ما نرشدك إليه الآن هو دعاء الله تعالى لها بالصلاح، والاستمرار في نصحها بالمحافظة على الصلاة وتخويفها بالله تعالى، ويمكنك الاستفادة من النصوص المضمنة في الفتوى رقم: 146173.

فإن تابت إلى الله وأنابت فأمسكها وأحسن عشرتها واجتهد في إصلاح ما بينها وبين أهلك، وإن استمرت على إهمال الصلاة وتضييعها عن وقتها، فيستحب فراقها، قال ابن قدامة في المغني ـ وهو يبين أضرب الطلاق: والرابع: مندوب إليه، وهو عند تفريط المرأة في حقوق الله الواجبة عليها، مثل: الصلاة، ونحوها، ولا يمكنه إجبارها عليها، أو تكون له امرأة غير عفيفة… اهـ.

وننبه إلى أن المرأة قبل دخول زوجها بها طاعتها لوليها لا لزوجها، فضلا عن أن تكون مجرد مخطوبة، وانظر الفتوى رقم: 135963.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني