الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم المحافظة على عدد معين من الأذكار وتعليمه للغير

السؤال

هل تحديد عدد معين كل يوم في الأذكار والصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام والمداومة على ذلك: كمائة تسبيحة، ومائة تكبيرة، ومائة صلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، يدخل في البدعة؟ وهل تعليم ذلك للأخ أو للزوجة بأن يثبتوا على ورد يومي لهم وضرب مثال شخصي بنفس العدد في الأذكار, يعد من الابتداع؟.
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا حرج عليك في المحافظة على قدر معين من الذكر أو الصلاة على النبي أو الاستغفار، لكن ليس لك أن تدعي أنها سنة مشروعة لكل أحد، أو تعتقد فضيلة للمداومة عليها، قال ابن رجب في جامعه: وكان لأبي هريرة خيطٌ فيه ألفا عُقدة، فلا يُنام حتّى يُسبِّحَ به، وكان خالد بنُ معدان يُسبِّحُ كلَّ يوم أربعين ألف تسبيحة سوى ما يقرأ من القرآن، فلما مات وضع على سريره ليغسل، فجعل يُشير بأصبعه يُحركها بالتسبيح، وقيل لعمير بن هانئ: ما نرى لسانَك يَفتُرُ، فكم تُسبِّحُ كلَّ يوم؟ قال: مائة ألف تسبيحة، إلا أنْ تُخطئ الأصابع، يعني أنَّه يَعُدُّ ذلك بأصابعه، وقال عبد العزيز بنُ أبي رَوَّاد: كانت عندنا امرأةٌ بمكة تُسبح كلّ يوم اثني عشرة ألف تسبيحة، فماتت، فلما بلغت القبر، اختُلِست من بين أيدي الرجال. انتهى.

وانظر الفتوى رقم: 106246.

ومادام ذلك جائزا، فلا مانع من أن تحدث أهلك أو أخاك بشيء من ذلك، والأولى بك أن تكتم عملك، فتقول: حافظوا على التسبيح، فبعض الناس يداوم على مائة، أو ألف أو نحو ذلك دون أن تذكر حال نفسك، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من استطاع منكم أن يكون له خبء من عمل صالح فليفعل. رواه الخطيب في تاريخه، والضياء المقدسي في الأحاديث المختارة، وصححه الألباني.

قال الخريبي: كانوا يستحبون أن يكون للرجل خبيئة من عمل صالح، لا تعلم به زوجته ولا غيرها. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني