الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم رفع اليدين في الدعاء بين خطبتي الجمعة

السؤال

هل يجب رفع اليدين للدعاء بين الخطبتين في صلاة الجمعة؟
وهل يجب أن أكون في اتجاه القبلة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فرفع اليدين عند الدعاء، في المواضع التي يشرع فيها، ليس بواجب، لكنه سنة، والأصل رفع الداعي يديه عند الدعاء؛ فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الله حيي كريم، يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرا، خائبتين. رواه الترمذي وغيره، وصححه الألباني.

فلا يُخرج عن هذا الأصل، إلا في الحالات التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يداوم على الدعاء فيها في ملأ من الناس، ولم ينقل عنه أنه رفع يديه فيها كالدعاء أثناء الصلاة، وفي خطبة الجمعة في غير الاستسقاء؛ لذلك فإن الأولى للمأموم إذا دعا بين خطبتي الجمعة، أن يرفع يديه لبقائه على الأصل، وهو استحباب رفع اليدين عند الدعاء، ولعدم وجود نص مانع.

جاء في مجموع فتاوى ورسائل العثيمين -رحمه الله-: وإن دعوا بين الخطبتين بدعاء يختارونه، فهذا حسن؛ لأن هذا الوقت من الأوقات التي ترجى فيها إجابة الدعاء. اهـ.

وإذا ثبتت مشروعية الدعاء بين الخطبتين، فإن الأصل رفع اليدين عند الدعاء؛ لعموم الأدلة السابقة، ولعدم اطلاعنا على نهي عنه.

وانظر الفتاوى التالية أرقامها: 76668، 59019، 182559، 5340.
واستقبال القبلة عند الدعاء ليس بواجب، وإنما هو من آداب الدعاء التي يستحب للداعي أن يتصف بها؛ فقد بوب البخاري بابين فقال: بَابُ الدُّعَاءِ غَيْرَ مُسْتَقْبِلِ القِبْلَةِ، وفي الباب الثاني قال: بَابُ الدُّعَاءِ مُسْتَقْبِلَ القِبْلَةِ. والأمر في ذلك واسع، وانظر الفتوى رقم: 76075.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني