الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصوص الوعد والوعيد مشروطة بعدم الأسباب المانعة

السؤال

قال الرسول صلى الله عليه وسلم: إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحصنت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت ـ فهل الفتاة إذا فعلت جميع الأمور التي في الحديث الشريف وفي نفس الوقت اغتابت وكذبت، وأنا أعلم أن الغيبة والكذب يُعذَّب صاحبهما في القبر، تُعذّب في القبر؟.
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن القاعدة أن نصوص الوعد والوعيد مقيدة بما جاء في النصوص الأخرى من شروط يطلب اجتماعها، وموانع يتعين انتفاؤها، فإذا حصلت الشروط، وانتفت الموانع تحقق الوعد والوعيد، وإذا تخلف شرط، أو وجد مانع، فإنه قد يتخلف الوعد والوعيد، قال ابن تيمية: وما ورد من نصوص الوعيد المطلقة كقوله تعالى: فسوف نصليه نارا ـ فهو مبين ومفسر بما في الكتاب والسنة من النصوص المبينة لذلك المقيدة له، وكذلك ما ورد من نصوص الوعد المطلقة. اهـ.

وقال أيضا: فكل حديث فيه عن مؤمن أنه يدخل النار أو أنه لا يدخل الجنة، فقد فسره الكتاب والسنة أنه عند انتفاء هذه الموانع، وكذلك نصوص الوعد مشروطة بعدم الأسباب المانعة من دخول الجنة، وأعظمها أن يموت كافرا. اهـ.

فما جاء في الحديث: إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت ـ لا يدل على أن من جمعت هذه الخصال غير مستحقة للعقوبة إذا وقعت في الغيبة أو غيرها من السيئات الموجبة للعقوبة، فتلك الذنوب تعد من موانع نفاذ هذا الوعد، إن لم يزل مقتضى تلك الذنوب بإحدى الأسباب المبينة في الفتوى رقم: 51247.

وانظري لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 232246.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني