الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما حكم قول: "همَّ الله وعفا" لمن أصابته مصيبة، ونجّاه الله منها؟

السؤال

ما حكم قول: "همَّ الله وعفا" لمن أصابته مصيبة، ونجّاه الله منها؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا تليق هذه العبارة بالله سبحانه وتعالى؛ وذلك أن الهَمَّ، كما قال ابن حجر العسقلاني في الفتح: الْهَمُّ تَرْجِيحُ قَصْدِ الْفِعْلِ. انتهى.

وقول القائل: (هَمَّ الله وعفا) لمن نجاه الله من مصيبة، يوهم أن الله سبحانه تعالى ترجح له أن يقدر المصيبة على فلان، ثم عفا عنه فلم يقدرها، فيفهم من ذلك أنه بدا له شيء آخر لم يعلمه أولًا، أو أنه كان عاجزًا عن تقدير المصيبة، فلم يقدرها.

فالخلاصة أن هذه العبارة توهم نقصًا في حق الله، إما من جهة نقص العلم، أو نقص القدرة.

وكل ما يتعلق بالإخبار عن الله جل وعلا، هو أحق أن يتحرز فيه من إطلاق العبارات، فإن الإخبار عن الله -وإن لم يكن توقيفيًّا من حيث الأصل- إلا أن من الأدب مع الله جل وعلا، التحري في الإخبار عنه، والكف عن إطلاق أي عبارة يحتمل أن يفهم منها، أو يتوهم منها، نقص في حق الله جل وعلا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني