الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وسائل استجلاب البكاء عند سماع القرآن وتلاوته

السؤال

أبكي عندما أستمع إلى قصص أذية النبي صلى الله عليه وسلم من قبل المشركين، ولكن لا أبكي عندما أستمع للقرآن.
فما حكم هذا؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالبكاء تأثرا بما جرى للنبي صلى الله عليه وسلم، أمر حسن، وحسن كذلك أن تبكي لسماع القرآن وتلاوته، فقد مدح الله من يبكون عند سماع آياته فقال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا* وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا* وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا {الإسراء: 107-109} . والآيات في هذا المعنى كثيرة.

والذي يعينك على حصول هذا الفضل العظيم، أن تتمثل بقلبك ما تتضمنه الآيات من المعاني العظيمة، مما أعده الله من المثوبة لأهل طاعته، فتبكي شوقا لهذا الثواب، وما أعده من العقوبة لأهل معصيته، فتبكي حذرا من أن تكون من أولئك المتوعَدين بالعقاب، وما تضمنته من صفات الله تعالى ونعوت جلاله، فتبكي شوقا إليه، ومحبة له سبحانه، وأنت لو جاهدت نفسك لتحصيل هذا الأمر، فإنه سيحصل لك بإذن الله تعالى، وليس عليك إثم -والحال ما ذكرت- ما دمت قائما بأمر الله، مجتنبا لنهيه، غير أن حرصك على البكاء عند سماع القرآن وتلاوته، مما يوجب لك عظيم الأجر، وجزيل المثوبة، وفقنا الله وإياك لطاعته.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني