الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من صدقت نيته سَهُلَ عليه الاستيقاظ للصلاة

السؤال

أنا شاب أبلغ من العمر 21، أعيش وحيدًا، وأسهر الليل، وأصلي قيام الليل في الثلث الأخير، وأصلي الفجر، وأظل حتى الشروق في المسجد، وعندما أنتهي أنام، وأضبط المنبه لصلاة الظهر، لكنني لا أستيقظ، وإذا نمت مبكرًا فإنني لا أستيقظ لصلاة الفجر، ولو ضبطت المنبه، فأفيدوني -جزاكم الله خيرًا- بالحلّ، وما حكم عدم القيام لصلاة الظهر في وقتها للسبب المذكور؟ جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:

فنقول ابتداء: إن وقت الظهر ينتهي بدخول وقت العصر، فإذا كنت تعني أنك تنام من بعد الشروق إلى خروج وقت الظهر، فلا شك أن هذا تفوت به صلاة الظهر في وقتها، ويجب عليك الأخذ بالأسباب التي تستيقظ بها للصلاة، ولا تكتفِ بضبط المنبه ما دمت لا تستيقظ بتنبيهه، وعليك أن تتخذ غيره من الأسباب الأخرى التي تستيقظ بها للصلاة كأن توصي أحدًا من الأصدقاء أو الأقارب بأن يوقظك إما باتصال بالهاتف، أو بطرق الباب، أو الجرس، أو غير ذلك، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى وجوب الأخذ بالأسباب الممكنة للاستيقاظ، كما بيناه في الفتوى رقم: 119406.

وكذا النوم بعد العشاء مباشرة مما يعين على طرد الإرهاقِ والحاجةِ للنوم بالنهار، فإذا كان سبب طول نومك في النهار حتى تفوتك الظهر هو السهر بعد العشاء، فلا تسهر، ولا يجوز للمسلم أن يتسبب في تضييع صلاة الفريضة بطول السهر، ولو كان سهره في نافلة، فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال فيما يرويه عن ربه جل وعلا أنه قال: وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ. رواه البخاري.

قال الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ في اللقاء الشهري: وإذا أطال الإنسان السهر، فإنه لا يعطي بدنه حظه من النوم، ولا يقوم لصلاة الصبح إلا وهو كسلان تعبان، ثم ينام في أول نهاره عن مصالحه الدينية والدنيوية، والنوم الطويل في أول النهار يؤدي إلى فوات مصالح كثيرة، وقد جرب الناس أن العمل في أول النهار أبرك من العمل في آخر النهار، وأنه أسد وأصلح وأنجح، وأنه أبرك، فإن البكور مبارك فيه، وهؤلاء الذين يسهرون الليالي، لا شك أنهم لا يستطيعون البقاء بدون نوم، فلا بد للجسم من النوم، وطول السهر يحول دون ذلك. انتهى.

وأيضًا إذا دار الأمر بين أن تبقى للشروق بعد الفجر وتفوتك الظهر وبين أن تنام بعد الفجر مباشرة وتستيقظ للظهر، فنم بعد الفجر، ولا تبقَ للشروق، والمهم أن تتخذ كل الأسباب الممكنة للاستيقاظ لصلاة الظهر.

ومن صدقت نيته سَهُلَ عليه الاستيقاظ ـ بإذن الله ـ وانظر الفتويين رقم: 231631، ورقم: 284536، وكلاهما حول النوم عن الصلاة بين التفريط وعدمه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني