الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم دراسة مذهب غير المذهب السائد في البلد

السؤال

قرأت كتاب الفقه الميسر، مع الاستماع لشرح الشيخ المقدم له على الإنترنت، وأريد الآن أن أدرس الفقه على مذهب معين؛ فأنا من مصر. فعندما أستشير أحدا من الناس، يقول لي: ادرس الفقه على المذهب الشافعي؛ لأنه المذهب السائد في مصر، وأسأل آخر فيقول لي: عليك بالمذهب الحنبلي؛ لأنه يتوفر فيه شيوخ من المعاصرين، ممن تستطيع الاستماع لشروحهم. فأنا في حيرة من أمري، وأخاف أن أدرس المذهب الحنبلي مع حبي له، فأكون بذلك قد خالفت أهل البلد، وأخاف أن أدرس المذهب الشافعي؛ لأن شيوخه لدينا من الأشاعرة، وليسوا على العقيدة الصحيحة.
فأفتوني مأجورين أي المذهبين أدرس؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالأمر سهل، وقريب إن شاء الله، فكلا المذهبين: الشافعي، والحنبلي فيه خير وبركة، وبينهما تقارب كبير أصولا وفروعا، وليس في دراستك للمذهب الحنبلي مخالفة لأهل البلد؛ فإن المشتغلين بدراسة هذا المذهب في مصر كثيرون، ولا يسبب اشتغالك بدراسته فسادا، أو فتنة بحسب ظننا، كما أن دراستك المذهب الشافعي على يد علماء يعتقدون العقيدة الأشعرية، لا خشية منها إذا كنت ضابطا لعقيدة السلف، حذرا من مخالفات هؤلاء الشيوخ.

والحاصل أن الذي ننصحك به هو: أن تبحث عن شيخ متقن لأي من المذهبين، فتدرس عليه، وفي كليهما خير والحمد لله، لكن عليك أن تبدأ، وألا تتوقف كثيرا عند مرحلة الاختيار هذه؛ لئلا يضيع عليك الوقت، وتتشتت بك السبل، وإذا لم تجد شيخا متقنا تتمكن من الدراسة عليه، فننصحك بالتوفر على أشرطة، وشروح الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- ففيها خير كثير.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني