الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من مات بمرض الكبد والكلى هل له حكم الشهادة؟

السؤال

مات زميل لي منذ أسبوعين، بعد أن تعرض لمرض مفاجئ في الرئتين، وتطور الأمر إلى فشل في الكلى، ثم الكبد، وقد أكرمني الله وغسلته وكفنته، ودخلت معه القبر، وكنت آخر المودعين له، وأثناء الغسل لاحظت اندفاع الدم بقوة من رقبته، وذلك من مكان توصيل غسيل الكلى، رغم مرور أكثر من ست ساعات على وفاته، فهل يعد ذلك من بشائر أو علامات الشهادة - مات مبطونا-؟ ولاحظت أيضًا أن وجهه به نور أثناء وضعه في القبر. وبارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله الرحمة لصديقك، وليس عندنا ما يجزم به في شأن الدم.

وأما مرض الكبد، والكلى، فقد ذكر بعض أهل العلم دخوله في مرض البطن الذي يعتبر صاحبه شهيدًا؛ ففي حديث الصحيحين: الشهداء خمسة: المطعون، والمبطون، والغريق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله.

والمبطون كما قال النووي في شرح مسلم هو: صاحب داء البطن -وهو الإسهال-. قال القاضي: وقيل: هو الذي به الاستسقاء، وانتفاخ البطن، وقيل: هو الذي تشتكي بطنه، وقيل: هو الذي يموت بداء بطنه مطلقًا. انتهى.

وقال المناوي في فيض القدير: (والمبطون) الذي يموت بداء بطنه. اهـ.

وقال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-: والمبطون هو الذي أصيب بداء البطن، بمعنى أنه يكون فيه إسهال، أو وجع في بطنه، ومنه ما يسمى بالزائدة إذا انفجرت، وما أشبه ذلك، فكل أدواء البطن التي تكون سببًا للموت، فإنها داخلة في قوله صلى الله عليه وسلم: المبطون -لا سيما التي يكون الموت فيها محققًا عاجلًا-. انتهى.

وسئل كذلك الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-: ورد في الحديث أن المبطون شهيد، ما معنى كلمة مبطون، وهل يدخل في معناها من توفي من تليف في الكبد؟

فأجاب: المبطون قال أهل العلم: من مات بداء البطن، والظاهر أن من جنسه من مات بالزائدة؛ لأنها من أدواء البطن التي تميت، ولعل من ذلك أيضًا من مات بتليف الكبد؛ لأنها داء في البطن مميت. انتهى من فتاوى الشيخ ابن عثيمين لمجلة الدعوة.

وما ذكرت من نور وجهه، مؤشر خير -إن شاء الله تعالى-.

وقد ذكر العلامة الشيخ ابن جبرين ـ رحمه الله ـ في كتابه: كيف تغسل ميتًا ـ أن بياض الوجه من أمارات حسن الخاتمة؛ لأنها تدل على أنه بشر برضا الله، والجنة.

وسبق بيان علامات حسن الخاتمة، في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 29018، 28696، 73790 نرجو أن تطلع عليها.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني