الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخذ شيء مع غلبة الظن بطيب نفس صاحبه به

السؤال

هل يجوز أخذ شيء مع غلبة الظن بسماحة نفس صاحبه به، مثل من يأكل ويشرب مما عند زميله في العمل، أو من يأخذ البقشيش وهدايا العمال الزهيدة..؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فما سألت عنه يجاب وفق ما يلي:

أما أخذ شيء مع غلبة الظن بطيب نفس صاحبه به، مثل من يأكل ويشرب مما عند زميله في العمل، فهذا لا حرج فيه؛ لقوله تعالى: لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُوا مِن بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُم مَّفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ {النور:61}.

قال البغوي: والمعنى ليس عليكم جناح أن تأكلوا من منازل هؤلاء إذا دخلتموها، وإن لم يحضروا، من غير أن تتزودوا، وتحملوا.

وقال ابن كثير: إذا علمتم أن ذلك لا يشق عليهم، ولا يكرهون ذلك.

وقد ذكر بعض أهل العلم أن الإذن العرفي كالإذن النصي، قال الإمام النووي ـ رحمه الله تعالى ـ في شرح مسلم: الإذن ضربان:

أحدهما: الإذن الصريح...

والثاني: الإذن المفهوم من اطراد العرف، والعادة... فما علم بالعرف رضا الزوج، والمالك به، فإذنه في ذلك حاصل، وإن لم يتكلم. اهـ بتصرف.

وقال ابن قدامة: الإذن العرفي يقوم مقام الإذن الحقيقي. اهـ.

وأما مسألة البقشيش، وهدايا العمال: ففيها تفصيل راجعه في الفتوى رقم: 235588.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني