الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تجاهل وساوس خروج البول هو الحل الأمثل

السؤال

أنا شاب عمري 17سنة، منذ ستة أشهر وأنا أعاني من سلس البول المتقطع، وأغلب الظن أن سببه كان وسواسا، والآن أشك في أني شفيت من هذا السلس بعد زيارة الطبيب، وأخذ الدواء. إلا أنه تنزل مني بعض قطرات البول في آخر عملية التبول، وقد تكون بعد 3 دقائق، أو أربع، المشكلة أني لا أميز بين خروج البول، وعدم خروجه. وأخاف أن يخرج مني وأنا أعتبره وسواسا؛ فأكون آثما، إضافة إلى أن الالتزام بأحكام السلس المتقطع أصبح صعبا علي، وجعل حياتي مرة، وتعيسة؛ لأنني لا أكون في المنزل لمدة 5 أيام، أذهب للدراسة في مدينة أخرى، لم أعد أطيق التحفظ من البول، ولا الانتظار حتى ينقطع، وأن أستنجي بالماء البارد أكثر من مرة في اليوم. كل ما أريده هو أن أكون كالآخرين.
أنا أتبول واضعا حفاظة، ثم أنتظر حتى 25 دقيقة تقريبا، ثم أستنجي بالماء البارد، فأتوضأ وأصلي، فأتبول مرة أخرى للصلاة الموالية، هذا فقط في الحالات العادية، أما في بعض الأحيان، فقد أريد أن أتغوط أو أكون مجبرا على التبول بسبب حبسه، فيفسد علي هذا صلاتي الموالية. التلاميذ الآخرون يرونني ملازما دائما للمرحاض (لأني أسكن في القسم الداخلي للثانوية، مع باقي التلاميذ). لقد أثرت هذه المسألة على دراستي كثيرا، وعلى ديني أيضا. أصبحت لا أخشع في الصلاة، ولا أقرأ القرآن كالعادة، لا أستطيع أن أتعايش مع هذا السلس. أفتش ثيابي الداخلية أكثر من مرة في اليوم، ولا أجد شيئا.
فما الواجب علي فعله؟
هل يباح لي عدم الالتفات إلى هذا السلس، وإن وجد؟
وأريد أن أشير إلى أني إذا فعلت ذلك سأشفى بإذن الله في حدود أسبوع، أو أسبوعين؛ لأن مشكلتي أني عندما أتوضأ، أكون حريصا كثيرا في مشيي، في جلوسي حتى لا يسقط شيء من البول (لأنني بعد ستة أشهر من السلس، أصبح عندي الأصل هو سقوط البول، فلا أميز بين سقوطه من بقائه).
أظن أنني إذا لم أفعل شيئا الآن لكي أقطع هذا الوسواس، أو هذا السلس لا أعرف، فإنني سأبقى سنين من حياتي وأنا مرتبط بهذا السلس.
مشكلتي الآن أصبحت في القطرات التي تخرج بعد التبول، لا أعرف كيف أتأكد من خروجها عندما أريد أن أصلي، مباشرة بعد التبول والوضوء أكون حريصا على أن أحبس ذكري، وأمشي ببطء، وهذا قد يؤدي إلى خروجها، أما عندما أنتظر بعد التبول بفترة، ثم أستنجي، أكون عاديا، وقد لا أشعر بخروجها، أنا الآن أفكر في ألا ألتفت إلى أي قطرات، ولا لأي سلس خلال أسبوع، وأنا متأكد أني سأشفى من هذه الحالة، وإن كان في ذلك إثم سأعيد صلوات هذا الأسبوع.
أرجو أن تفهموني. أرشدوني إلى الحكم الصريح

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فمن الواضح أن ما تذكره ليس إلا مجرد وسوسة لا حقيقة لها، ومن ثم فنحن ننصحك بالإعراض عن هذه الوساوس، وعدم الالتفات إليها.

فإذا قضيت حاجتك، فتوضأ مباشرة، ولا تلتفت إلى ما يلقيه الشيطان في قلبك من أنه قد خرج منك شيء، وابْنِ على الأصل، واستصحبه، وهو أنه لم يخرج منك شيء، ولا تحكم بأنه قد خرج منك شيء من البول، إلا إذا حصل لك اليقين الجازم الذي تستطيع أن تحلف عليه بخروجه، ودون هذا اليقين، فالأصل عدم خروج شيء من البول.

فتجاهل هذه الوساوس، وتعامل مع البول الخارج منك بصورة طبيعية كالأصحاء، لا كأصحاب السلس المنقطع، ما دمت لا تتيقن خروج هذه القطرات، فإذا تجاهلت هذه الوساوس؛ فإنك ستشفى من هذا الداء بإذن الله، نسأل الله لك الشفاء والعافية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني