الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

هل يمكن القول: إن معنى "سبحان ربي الأعلى" هو "بَعُدَ ربي الأعلى عن كل نقص"، وكذلك معنى "سبحان ربي العظيم" هو: "بَعُدَ ربي العظيم عن كل نقص"؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فمعنى تسبيح الله تعالى هو: تنزيهه وبُعدُه -سبحانه وتعالى- عن أن يكون له مثلٌ، أو شريكٌ، أو ضِدٌّ، أو نِدٌّ، جاء في كتاب فقه الأدعية والأذكار للدكتور عبد الرزاق البدر: أصل هذه الكلمة من السَّبح، وهو البُعد، قال الأزهري في تهذيب اللغة: ومعنى تنزيه الله من السوء، تبعيده منه، وكذلك تسبيحه تبعيده، من قولك: سبحتُ في الأرض إذا أبعدتَ فيها، ومنه قوله جلّ وعزّ: وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ. وكذلك قوله: وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا. فالتسبيح هو إبعادُ صفات النقص من أن تُضافَ إلى الله، وتنزيهُ الربِّ سبحانه عن السوء، وعمَّا لا يليقُ به.

قال ابن جرير: وأصلُ التسبيح لله عند العرب: التنزيه له من إضافة ما ليس من صفاته إليه، والتبرئة له من ذلك.

ونقل الأزهري في كتابه تهذيب اللغة عن غير واحد من أئمّة اللغة، تفسير التسبيح بالمعنى السابق. وقال: وجِماعُ معناه: بُعدُه تبارك وتعالى عن أن يكون له مثلٌ، أو شريكٌ، أو ضِدٌّ، أو نِدّ. اهـ.

وعلى ذلك؛ فإن سبحان ربي... معناه: بعده سبحانه وتعالى عن كل نقص؛ فيقال: بَعُدَ ربي الأعلى عن كل نقص.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني