الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بيان مشروعية الوقاية من السحر والعين بالمحافظة على أذكار الصباح والمساء

السؤال

قرأت في فتوى عندكم أن علاج السحر والعين، بالرقية بأذكار الصباح والمساء, لكنني عندما أقرأ الأحاديث أجد الرسول صلى الله عليه وسلم كان يرقي أهله بالمعوذات، ولم أقرأ أنه كان يأمر من به عين أو مريض بالمحافظة على أذكار الصباح والمساء، فمثلا الفتاة التي وجد عليها الرسول صلى الله عليه وسلم سعفة أمرها أن تسترقي، ومع ذلك لم يقل لها حافظي على أذكار الصباح والمساء، ولم يقل لأهلها أيقظوها صباحا في حالة الحيض لتقرأ الأذكار حتى تحفظ من العين والحسد... نعلم فوائد أذكار الصباح والمساء، فلماذا لم نسمع أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بها الشخص المسحور... والملبوس؟ والفتى الملبوس الذي ـ إن صحت الرواية ـ قرأ عليه الرسول صلى الله عليه وسلم: اخرج عدو الله، أنا رسول الله ـ فخرج منه الشيطان, ولم يأمره بالمحافظة على الأذكار، ولم يقل له اقرأها حتى لا يرجع إليك الشيطان ولماذا لم نسمع أنه كان يوقظ زوجاته لقراءة الأذكار في حالة الحيض؟.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن التعوذ من الجن والسحر والمواظبة على أذكار الصباح والمساء سنة مشروعة لكل الناس، وقد حض النبي صلى الله على التعوذ بالمعوذتين مساء وصباحا، وفيهما الاستعاذة من السحر والجن وشر الخلق، وذلك شامل للعين وغيرها، فقد روى أبو داود عن عقبة بن عَامر قَالَ: بَيْنَمَا أَنا أَسِير مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَين الْجحْفَة والأبواء، إِذْ غشيتنا ريح وظلمة شَدِيدَة، فَجعل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتَعَوَّذ بـ: قل أعوذ بِرَبّ الفلق، وأعوذ بِرَبّ النَّاس، وَيَقُول: يَا عقبَة، تعوذ بهما، فَمَا تعوذ متعوذ بمثلهما، قَالَ: وسمعته يؤمنا بهما فِي الصَّلَاة.

وقال صلى الله عليه وسلم: قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء. أخرجه أبو داود.

وروى التِّرْمِذِيّ عَن أبي سعيد قَالَ: كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتَعَوَّذ من الجان وَعين الْإِنْسَان، حَتَّى نزلت المعوذتان، فَلَمَّا نزلت أَخذ بهما وَترك مَا سواهُمَا.

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين ـ رضي الله عنهما ـ ويقول: أعيذكما بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة، ويقول: إن أباكم إبراهيم كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق. رواه البخاري.

وروى ابن ماجه، وصححه الألباني، عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: استعيذوا بالله من العين، فإن العين حق.

وقال صلى الله عليه وسلم: ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم إذا دخل أحدهم الخلاء أن يقول: بسم الله. رواه الترمذي وابن ماجة، من حديث علي رضي الله عنه.

وعن عامر بن ربيعة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة، فإن العين حق. رواه النسائي في عمل اليوم والليلة، والحاكم، وصححه الألباني في صحيح الجامع.

وإذا ثبتت المشروعية، فلا يلزم أن يؤمر بذلك كل مصاب ولا كل فرد، فإن سؤال الله والاستعاذة به من الشر مشروعة لكل أحد.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني