الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الرد على غير تحية الإسلام

السؤال

لو قال لي شخص التحية بقول: ( سامو عليكو -أزيك- صباح الخير) أو غير ذلك مما هو متعارف عليه، أنه تحية. فهل يجوز لي الرد عليه بقول: (وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ) أم لا يجوز، بخلاف طبعا ما لو قال لي شخص: ( السلام عليكم ) فالرد عليها واضح، ولكن أسأل لو قال لي التحية بغير (السلام عليكم)؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن الرد على أي تحية غير السلام، بـ: (وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته) جائز، ولا يظهر ما يمنع منه شرعا، فالرد إنما هو سلام في الحقيقة.

جاء في الآداب الشرعية: قال صاحب المحرر: ورد السلام، سلام حقيقة؛ لأنه يجوز بلفظ سلام عليكم. اهـ.

وابتداء السلام، الأصل أنه مشروع.

وفي سنن أبي داود عن رجل، قال: بعثني أبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ائته فأقرئه السلام، قال: فأتيته فقلت: إن أبي يقرئك السلام، فقال: عليك السلام، وعلى أبيك السلام. وضعفه الألباني.

وفيه الرد على ناقل السلام بـ: (عليك السلام)، وهو لم يبدأ بالسلام.

لكن التحية بغير لفظ السلام كـ: (أزيك - صباح الخير ) لا يجب ردها.

جاء في تحفة المحتاج: لا يستحق مبتدئ بنحو صبحك الله بالخير، أو قواك الله، جوابا، ودعاؤه له في نظيره حسن، إلا أن يقصد بإهماله تأديبه؛ لتركه سنة السلام. اهـ.

وأما بخصوص صيغة ( سامو عليكو ) فهي لحن قبيح، ينبغي اجتنابها، كما سبق في الفتوى رقم:297865، والظاهر أن التحية بهذه الصيغة ليست من السلام الشرعي، فلا تجب إجابة من سلم بها.

وفي الآداب الشرعية: وقال الشيخ عبد القادر: فإن قال سلام، لم يجبه، ويعرفه أنه ليس بتحية الإسلام؛ لأنه ليس بكلام تام. اهـ.

ولا شك أن التحية بـ: (سلام) أقرب إلى السلام الشرعي من ( سامو عليكو ).

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني