الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معرفة أسماء الله وصفاته تكون من كتب العقيدة الصحيحة لا من مواقع مجهولة

السؤال

كنت أبحث في النت على تعريف Personal_god فوجدت في هذا الموقع:
https://en.wikipedia.org/wiki/Personal_god
في الإسلام عند السنة الإله إنسان يفرح ويغضب وله قدمان يضع إحداهما فوق النار، وعلى أحد قدميه وشم، وعند تعرية الساق سيظهر الوشم، وسوف تعرفونه، في حين أن الشيعة يقولون: ليس كمثله شيء، وهو ليس بإنسان، واليهود لا يعتبرونه إنسانا، فقمت بتصحيح المكتوب، لأن التصحيح متاح، وبعد لحظات وجدت أن التعريف عاد لما كان عليه ورسالة من واحد اسمه Serol قال أعدت ما كان مكتوبا لأنني غير مقتنع بوجهة نظرك.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنشكرك على الاتصال بنا وعلى غيرتك للدين، ونفيدك أن موقعنا وكثيراً من المواقع الإسلامية والمؤسسات العلمية تتابع هذه الأمور، وتهتم بالرد على أصحابها، والله تعالى ناصر دينه ومعز ومؤيد لمن تمسك به، ولن يزال في الأمة من ينفون تحريف الغالين وتأويل الجاهلين وانتحال المبطلين، كما في الحديث الذي رواه البيهقي عن إبراهيم بن عبد الرحمن العذري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين. صححه الشيخ الألباني.

ولكن السائلة وغيرها لا ينبغي لهم البحث عن الله تعالى والتعرف عليه من خلال المواقع المجهولة، فإن الاطلاع على كلام أهل الضلال قد يوقع الشبه في القلب، بل يلزم من أراد معرفة ربه وخالقه أن يعرفه من خلال ما عرف الله تعالى به نفسه في كتابه الكريم، وعلى لسان رسوله الكريم، من الأسماء الحسنى، والصفات العليا، وبما بثه في هذا الكون الفسيح من الآلاء والآيات الدالة على عظمته وربوبيته وألوهيته سبحانه، ولا يمكن لمخلوق مهما كان أن يدرك حقيقة ذات الخالق سبحانه، لقوله سبحانه: ولا يحيطون به علماً ـ وقوله: لا تدركه الأبصار ـ ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: تفكروا في آلاء الله، ولا تفكروا في الله. أخرجه أبو الشيخ، والطبراني في الأوسط عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ وحسنه الألباني.
ومما يشهد لهذا أن فرعون لما سأل موسى ـ عليه السلام ـ قائلا: وما رب العالمين ـ قال له موسى: رب السماوات والأرض وما بينهما ـ ففرعون سأل عن ذات الله، وموسى أجابه بصفاته.

وقد ذكر شيخ الإسلام في الفتاوى: أنه قيل لابن عباس: بماذا عرفت ربك؟ فقال: من طلب دينه بالقياس لم يزل دهره في التباس، خارجاً عن المنهاج، ظاعنا في الاعوجاج، عرفته بما عرَّف به نفسه، ووصفته بما وصف به نفسه... اهـ

وقال ابن الجوزي في كتاب تلبيس إبليس: ومن ذلك أن الشيطان يأتي إلى العامي فيحمله على التفكر في ذات الله وصفاته فيتشكك. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني