الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من شك في تعميم مسح رأسه في الوضوء، هل يلزمه إعادة الصلوات؟

السؤال

من شك في وضوئه هل عمم رأسه بالماء عند المسح أم لا، رغم يقينه بأنه مسح رأسه، فهل يبطل الوضوء؟ فقد كنت مستشورة ـ مجففة ـ شعري، وحذرتني أمي من تخريبه بالماء، فكنت أمسح مسحًا خفيفًا، ومن عادتي تعميم رأسي بالماء مسحًا، ولكنني هذه المرة أصابني الشك في صحة وضوئي، فهل عليّ إعادة الصلوات التي شككت في صحة الوضوء لها؟ وإذا كنت جاهلة أنني قد أصبت ناقضًا من نواقض الوضوء بأن أكلت لحمًا، ثم بعد الصلاة اكتشفت أنه لحم إبل، فهل عليّ إعادة الصلاة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فمسح الرأس ركن من أركان الوضوء لا يصح بدونه، وقد ذكرنا في الفتوى رقم: 50469، تفاصيل مذاهب أهل العلم حول القدر الواجب مسحه من الرأس، فراجعيها إن شئت.

ثم إذا كان شكك في تعميم مسح الرأس بعد تمام الوضوء, فلا شيء عليك؛ لأن الشك بعد الفراغ من العبادة لا أثر له، كما في الفتوى رقم: 34716.

أما إذا كان الشك أثناء الوضوء, فإنك تعملين على عدم تعميم المسح؛ لأن الأصل عدم التعميم حتى يثبت بيقين, لكن يجوز تقليد بعض أهل العلم الذين لا يوجبون تعميم الرأس بالمسح، وقد ذكرنا في الفتوى السابقة أن الشافعية يجزئ عندهم مسح ثلاث شعرات، وقيل: شعرة واحدة، والحنفية يجزئ عندهم مسح ربع الرأس.

وبناء على هذا القول؛ فلا يلزمك إعادة الصلوات التي تشكين في تعميم مسح الرأس في الوضوء لها.

وبخصوص السؤال الثاني: فإن مذهب الجمهور على أن أكل لحم الإبل لا ينقض الوضوء, ويجوز لك تقليد هذا القول، وهناك قول لبعض أهل العلم بكونه ناقضًا للوضوء.

وإذا قمت بإعادة صلاتك خروجًا من خلاف أهل العلم, فهذا أقرب للورع, والاحتياط في الدين, وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 151003.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني