الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا ثبوت لوجود خدم ووصيفات للحور العين

السؤال

أولا: جزاكم الله خيرا على ما تقدمونه من فائدة وخير، ونفع للإسلام والمسلمين. ونفع الله بنا، وبكم الإسلام والمسلمين، وأسأل الله العظيم جبار السماوات والأرض، أن يعز بنا وبكم الإسلام والمسلمين.
سؤالي هو: هل يوجد نساء في الجنة غير الحور العين، أي خدم أو جواري، أو وصيفات للحور العين. فلقد سمعت من الشيخ محمد الشنقيطي أن الحورية في الجنة توجد معها سبعون وصيفة، أو سبعون ألف وصيفة، لست متأكدا، ويكن حلالا للمؤمن في الجنة، ومن حقه أن يجامعهن، وأن يضاجعهن؟
وشكرا لكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد سبق أن بينا من يُزّوج بهن المؤمن في الجنة من نساء الدنيا، ومن الحور العين، وذكرنا الأحاديث الواردة في ذلك، وأقوال العلماء فيها، وذلك في الفتوى رقم: 159105، فراجعها.

وأما (هل يوجد خدم أو جواري، أو وصيفات للحور العين، ويكن حلالا للمؤمن في الجنة ....) : فلا نعلم شيئا ثابتا في ذكر الوصائف أصلا، وما وقفنا عليه من الأحاديث الواردة فيها، فهي غير صحيحة.

منها ما أخرجه البزار في مسنده عن الحسن، قال: لقيت عمران بن حصين، وأبا هريرة فسألتهما عن تفسير هذه الآية: وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ {الصف:12}، قالا: على الخبير سقطت، سألنا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: قصر من درة، في ذلك القصر سبعون ألف دار من زمردة خضراء، في كل بيت منها سبعون سريرا، على كل سرير سبعون فراشا من كل لون، على كل فراش امرأة من الحور العين، في كل بيت مائدة، على كل مائدة سبعون لونا , في كل بيت سبعون وصيفا، أو وصيفة، يعطى من القوة ما يأتي على ذلك كله في غداة واحدة.

قال ابن الجوزي في الموضوعات: هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم .اهـ. وقال الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب: موضوع. اهـ.

وأخرج أبو يعلى في مسنده عن ابن مسعود، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول، وقد أهلَّ رمضان: لو علم العباد ما في رمضان، لتمنت أمتي أن يكون رمضان السنة كلها، فقال رجل من خزاعة: حدثنا به، قال: إن الجنة تزين لرمضان من رأس الحول إلى الحول، حتى إذا كان أول يوم من رمضان، هبت ريح من تحت العرش، فصفقت ورق الجنة، فتنظر الحور العين إلى ذلك، فيقلن: يا رب اجعل لنا من عبادك في هذا الشهر أزواجا، تقر أعيننا بهم، وتقر أعينهم بنا، قال : فما من عبد يصوم رمضان إلا زوج زوجة من الحور العين، في خيمة من در مجوفة مما نعت الله، {حور مقصورات في الخيام} [الرحمن: 72]، على كل امرأة منهن سبعون حلة، ليس فيها حلة على لون الأخرى، وتعطي سبعين لونا من الطيب، ليس منها لون على ريح الآخر، لكل امرأة منهن سبعون سريرا من ياقوتة حمراء، موشحة بالدر، على كل سرير سبعون فراشا، بطائنها من إستبرق، وفوق السبعين فراشا، سبعون أريكة، لكل امرأة منهن سبعون ألف وصيفة لحاجاتها، وسبعون ألف وصيف، مع كل وصيف صحفة من ذهب، فيها لون طعام يجد لآخر لقمة منها لذة لا يجد لأوله، ويعطى زوجها مثل ذلك على سرير من ياقوت أحمر، عليه سواران من ذهب، موشح بياقوت أحمر، هذا بكل يوم صام من رمضان، سوى ما عمل من الحسنات.

قال ابن الجوزي في الموضوعات: هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم. اهـ. وقال الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب: موضوع. اهـ.
ومعنى الوصيف كما في مختار الصحاح: (الوصيف) الخادم غلاما كان، أو جارية والجمع (الوصفاء) . وربما قيل للجارية: (وصيفة) والجمع (وصائف) .اهـ.

وليس في هذه الأحاديث على نكارتها، أن المؤمن يزوج بأولئك الوصائف.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني