الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يكفر من طلب من آخر رمي كتاب ديني على سبيل التحدي؟

السؤال

شخص كان يعظ شخصًا بأسلوب مستفز؛ فغضب الشخص الآخر، وأمسك بكتاب دِيني، وكتاب آخر فيه أجزاء من القرآن وتفسيره، وقال له: سأرميهما، فقال له: ارمهما، وكان يتحداه، ولا يريده أن يرميهما، فهل يكفر بذلك؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإنه لا يقع الكفر بما ذكر؛ لأن الكلام المذكور محمول على التحدي، لا على الرضى برمي الكتب، والكلام الذي يحتمل أكثر من معنى، لا يكفر به قائله كما نص عليه أهل العلم.

ولكنه ينبغي للناصح، والواعظ أن يتصف بصفات الرسول صلى الله عليه وسلم من الرفق، واللين، ففي الصحيحين من حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله يحب الرفق في الأمر كله.

وأخرج مسلم في صحيحه عن جرير -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يحرم الرفق، يحرم الخير.

وفي مسلم عن عائشة- رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه.

وقد أمر الله موسى وهارون -عليهما السلام- باللين في القول، مع أعتى الطغاة وهو فرعون، فقال تعالى: اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى* فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى [طه:43-44]، فكيف إذا كان المنصوح مسلمًا!؟ وانظر الفتوى رقم: 16844، والفتوى رقم: 11167.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني