الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تحريم الألعاب الرياضية المضرة بالبدن

السؤال

ما هو حكم لعبة: MMA؟ علما بأن هذه اللعبة تعتمد على الضرب في جميع أنحاء الجسم، وليس الوجه فقط ،كما أنه توجد طرق أخرى للكسب مثل الإخضاع والسلام ـ Slam ـ وإذا كانت حراما، فما هو البديل للتعود على تحمل الإصابات والألم واكتساب القلب الشجاعة؟ علما بأن الواحد يجب أن يتعرض لهذه المواقف ـ المواجهة والاحتكاك ـ حتى يتعود ويكتسب هذه الصفات، بناء على قراءتي من الكتب.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنا لم نطلع على حقيقة هذه اللعبة، ولكن الألعاب الرياضية التي تتضمن إلحاق الضرر بالبدن لا سيما الوجه غير جائزة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث البخاري من رواية أبي هريرة: إذا قاتل أحدكم فليجتنب الوجه.

ولقوله: إذا ضرب أحدكم أخاه، فليجتنب الوجه. أخرجه مسلم.

وفي رواية له: إذا قاتل أحدكم أخاه، فلا يلطمن الوجه.

وظاهر النهي التحريم، كما قال ابن حجر في الفتح، وقال النووي: قال العلماء: هذا تصريح بالنهي عن ضرب الوجه، لأنه لطيف يجمع المحاسن، وأعضاؤه نفيسة لطيفة، وأكثر الإدراك بها، فقد يبطلها ضرب الوجه، وقد ينقصها، وقد يشوه الوجه، والشين فيه فاحش، ولأنه بارز ظاهر لا يمكن ستره، ومتى ضربه لا يسلم من شين غالبا.

وجاء في كتاب الفقه الإسلامي وأدلته: تحريش الديكة على بعضها، ودفع المواشي إلى التناطح، ومصارعة الثيران والمصارعة الحرة والملاكمة ونحوها حرام، لما تحدثه من أضرار في حياة الإنسان أو الحيوان، فإن لم يكن في الملاكمة أو المصارعة ضرر بأحد الطرفين كانت مباحة، وكذلك تباح إن كان فيها تعويد الإنسان على القوة والقتال والدفاع عن النفس. هـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني