الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من قال: أنت طالق إن لم تسكني مع والدتي

السؤال

أعاني من مشاكل عويصة مع زوجي، وقد طلقني طلقتين لأسباب تافهة، ثم علق الطلقة الأخيرة بعيشي مع والدته، حيث قال لي: أنت طالق إن لم تسكني مع والدتي، للعلم يا شيخ كان شرطي قبل زواجي منه، أن أعيش في منزل مستقل، ووافق هو ووالدته، إلا أنه بعد وفاة والده، قال ما قلته، على الرغم من أن بيت والدته صغير، فيه غرفتان فقط، وهي ليست كبيرة، عمرها 56 سنة، وهي عاملة، وتعيش معها ابنتها ذات 12 سنة. رفضت في البداية، ثم وافقت من أجل ابنتي ذات السنتين.
أعيش معهم مند 10 أيام، لكن يا شيخ أعاني كثيرا جدا، أحس بضغط رهيب.
هل إن طالبت الآن ببيت مستقل يعني أنني طالق، أم إن هاته الفترة كافية، ثم إن زوجي سيئ الأخلاق، ولا يحترمني، يشتمني، ويشتم أهلي ضربني كم من مرة، وتحدث مشاكل كثيرة من أجل مالي الخاص.
فهل ترى الطلاق خيرا لي.
وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن كان زوجك علق طلاقك على عدم إقامتك مع أمّه، ونوى زمناً معيناً، فيمينه مقيدة بذلك الزمن، فلا يقع طلاقه بتركك مساكنة أمه بعد ذلك الزمن. قال ابن قدامة رحمه الله: وجملة ذلك أن مبنى اليمين على نية الحالف، فإذا نوى بيمينه ما يحتمله، انصرفت يمينه إليه، سواء كان ما نواه موافقا لظاهر اللفظ، أو مخالفا له، .......، والمخالف يتنوع أنواعا؛ أحدها: أن ينوي بالعام الخاص، .......ومنها: أن يحلف على فعل شيء، أو تركه مطلقا، وينوي فعله أو تركه في وقت بعينه..... المغني لابن قدامة.
وأمّا إذا كان قد نوى الإقامة معها أبداً، فإنّك إذا لم تسكني معها حسبما أراد هو في يمينه، وقع طلاقك، وهذا على مذهب الجمهور الذين يوقعون الطلاق المعلق بوقوع المعلق عليه سواء قصد الزوج إيقاع الطلاق، أو قصد التهديد أو التأكيد، لكن بعض أهل العلم كشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- يرى أنّ الرجل إذا لم يقصد الطلاق، وإنما قصد التأكيد، فإنه إذا حنث لم يقع طلاقه، ولكن تلزمه كفارة يمين، وانظري الفتوى رقم: 11592
وإذا كان زوجك على الحال التي ذكرت من إساءة عشرتك، فهو ظالم لك، ومن حقّك التطليق عليه للضرر، لكن الذي ننصح به ألا تتعجلي في طلب الطلاق، وأن تسعي في التفاهم مع زوجك حتى يعاشرك بالمعروف، وإذا لم يمكنك التفاهم معه، فليتدخل حكم من أهله، وحكم من أهلك ليصلحا بينكما أو يفرقا في حال تعذر الإصلاح.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني