الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أنا مصابة بوسواس السب والشتم الموجب للردة منذ أزيد من 4 أشهر، وهذه الحالة تكثر علي خاصة حين الاستيقاظ من النوم، وفي مرة من المرات استيقظت عند الساعة 2:30 صباحا وأنا متأكدة مما أقول 90% أو أقل بقليل فقط، وكأني أحسست بأن الشتم سيأتي فبدأت أسب نفسي حتى لا يصدر مني أي شتم، ثم فجأة ولست متأكدة كيف ولماذا بدأت ـ والعياذ بالله العلي العظيم وعسى أن يغفر لي ولا يعد هذا مجاهرة بالذنب ـ أشتم الذات الإلهية في نفسي دون المجاهرة بذلك، وكأنه شيء طبيعي، ولست متأكدة أكان ذلك لأني توقعت حصول الشتم فشتمت، أم لأنني لم أكن في كامل وعيي، أم أنني أردت أن أناجي الله ليعينني وأسب نفسي في آن واحد فتجاورت كلمة السب مع كلمة ربي، أم أنني قصدت التسبيح فجاء سبا لأني لم أكن واعية تماما، لكني متأكدة من 3 أمور: أني أحسست بأني أسب بإرادتي وبقصد وكأنه لا شيء مهم ـ والعياذ بالله ـ وراودني أثناء ذلك إحساس غريب كأن دماغي توقف، وأحسست بشيء كالضيق أثناء ذلك السب، ولو أفتيتم بأنها مجرد وساوس وأقنعتموني بأنني بريئة منها ستعود حالة الشتم المتواصل يوميا وسأحس بأنني أتعمده من جديد، بعد أن توقف تقريبا أو قل نوعا ما، مثلما حصل سابقا حين اقتنعت في مرة من المرات بأنني مسؤولة عنه، كما يحصل مني أني أحس بأني أفكر بشكل مسيء للصحابة حين أستيقظ منتصف الليل، أو أشتم القرآن الكريم ـ والعياذ بالله العلي العظيم ـ لكنني لست أفهم لماذا أفعل الشيء الذي أنا متأكدة من أنه سيدمر حياتي... فهل خرجت عن الإسلام....؟ وأسألكم الدعاء.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى أن يفرج همك ويشرح صدرك ويمن عليك بالشفاء العاجل ويوفقك لما يحب ويرضى، واعلمي أنه لا يحصل الكفر بما ذكرت، كما قدمنا بسطه في الفتوى رقم: 76732.

وأنت على خير ما دمت تدفعين تلك الخواطر وتكرهينها، وننصح لعلاج هذه الوساوس بما يلي:

1ـ الاستعاذة بالله تعالى من كيد الشيطان.

2ـ الإكثار من ذكر الله، فإنه سبب لإنشراح الصدر وطمأنينة النفس، قال الله تعالى: الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ {الرعد:28}.

3ـ الإكثار من تلاوة القرآن.

4ـ ملازمة الصلاة في المسجد جماعة.

5ـ مرافقة الصالحين الذين يذكرون بالخير ويدلون عليه.

6ـ الإعراض عن هذه الخواطر ومدافعتها وعدم التفكير فيها.

7ـ المواظبة على أذكار الصباح والمساء لتحصني نفسك بها.

كما نوصيك بكثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فقد قال لأبي بن كعب لما قال له: أجعل لك صلاتي كلها يا رسول الله، فقال: إذا تكفى همك، ويغفر ذنبك. رواه الترمذي وغيره.

ولا مانع من أن تعرض نفسك على من يوثق بدينه وورعه ومن العارفين بالرقية الشرعية، مع الحذر كل الحذر من كل دجال مشعوذ، وراجعي أيضاً الفتويين رقم: 16790، ورقم: 29559.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني