الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تأخير صلاة العشاء إلى وقت الصبح لا يجوز

السؤال

أعيش بألمانيا وأولادي في المدرسة ولا يستطيعون أن يصلوا العشاء في وقته، هل يمكن أن يصلوه مع المغرب أم الأفضل أن يقضوه مع الصبح؟ ولكم الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن الله تعالى فرض أن تصلى كل صلاة لوقتها، قال تعالى: إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً [النساء:103]، أي موقتة مفروضة. قال ابن مسعود: إن للصلاة وقتا كوقت الحج. وقال البيضاوي في تفسيره: موقوتا: فرضا محدود الأوقات، لا يجوز إخراجها عن أوقاتها في شيء من الأحوال. انتهى. وقال الشوكاني: موقوتا: أي محدودا معينا، والمعنى أن الله افترض على عباده الصلوات وكتبها عليهم في أوقاتها المحدودة، لا يجوز لأحد أن يأتي بها في غير ذلك الوقت إلا لعذر شرعي من نوم أو سهو او نحوهما. وعليه، فالواجب على أولاد أهل الأخت السائلة أن يصلوا المغرب في وقته والعشاء في وقته، ولا يجوز لهم الجمع إلا لعذر، لحديث ابن عباس قال: جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء بالمدينة من غير خوف ولا مطر، فقيل لابن عباس: لم فعل ذلك؟ قال: كي لا يحرج أمته. رواه مسلم. فدل الحديث على جواز الجمع للأعذار التي فيها حرج ومشقة، بشرط أن لا يتخذ ذلك عادة، وراجعي الفتوى رقم: 12783. أما تأخير صلاة العشاء إلى وقت الصبح فلا يجوز، وقد أجمع المسلمون على أنه لا يحل تعمد تأخير صلاة الليل إلى النهار، ولا صلاة النهار إلى الليل، وإنما جاز الجمع بشرطه للصلاتين المشتركتي الوقت كالظهر والعصر أوالمغرب والعشاء. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني