الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يلزم المرأة طاعة أمها في فراق زوجها

السؤال

أنا متزوج ولي طفلان: أحمد - 9 سنوات-، وملك -4 سنوات ـ ومشكلتي الأساسية هي مع والدة زوجتي، فقد تركت شقتها القديمة، وأقامت بجواري في العمارة التي أسكن فيها، ومنذ تلك اللحظة أصبح تتدخل في كل كبيرة وصغيرة في حياتي الزوجية، وتسلّط زوجتي عليّ والأولاد، وفي أغلب الوقت يجلسون عند جدتهم بسبب قرب السكن، مع العلم أنني أسافر للشغل داخل مصر، وأرجع الخميس والجمعة؛ لكي أجلس معهم، وللأسف لا أجدهم، فعرضت على زوجتي أن ننتقل إلى سكن آخر بعيد عن حماتي، فذهبت إلى أمها وقالت لها ذلك، فأثّرت عليها في القرار، ورفضت بشدة أن تغادر المسكن، وأقنعتها أنني أريد طلاقها، فأخذت ملابسي وتركت الشقة، وامتنعت عن مصروف البيت منذ 3 أسابيع، وقامت زوجتي بمساعدة والدتها بعمل قضية نفقة ضدي، وعملت محاضر كيدية لي في قسم الشرطة، ووصل الموضوع للمحاكم، وأنا لا أريد الرجوع إلى البيت إلا بشروطي، وهي أن أنتقل من ذلك البيت، وزوجتي ترفض بشدة مع تأثير والدتها عليها، فحاول أهل الخير التدخل والإصلاح؛ لأن هذا مالي وحقي الشرعي أن أسكن بعيدًا عن حماتي، فرفضوا، وقالوا لي: سنجد حقنا في المحكمة، فحاولت أن أطلقها بصورة ودية، فرفضوا وطلبوا الكثير من المال، وحاولت الجلوس مع زوجتي لكي أرد لها عقلها، فرفضت وقالت لي: لا، أبي وأمي.
والموضوع الآن وصل إلى الطلاق عن طريق المحاكم، فماذا أفعل؟ وهل أطلقها وأتزوج غيرها؟ أم أتركها على ذمتي وأتزوج عليها؟ وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالواجب على زوجتك طاعتك في الانتقال معك حيث تريد أن تسكن، ولا حقّ لأمّها، أو غيرها من أهلها في منعها من ذلك، ولا يجوز لها طاعة أمّها في طلب الطلاق، بل الواجب عليها طاعتك في المعروف، قال ابن تيمية -رحمه الله-: الْمَرْأَةُ إذَا تَزَوَّجَتْ كَانَ زَوْجُهَا أَمْلَكَ بِهَا مِنْ أَبَوَيْهَا، وَطَاعَةُ زَوْجِهَا عَلَيْهَا أَوْجَبُ.

وقال المرداوي الحنبلي -رحمه الله-: لا يلزمها طاعة أبويها في فراق زوجها، ولا زيارة، ونحوها، بل طاعة زوجها أحق.

والذي ننصحك به أن تصبر على ما تلقاه من أم زوجك، وتسعى للتفاهم مع زوجتك، وتبين لها ما يجب عليها من الطاعة، والمعاشرة بالمعروف، وأنّ عليها أن تقدم مصلحة بيتها وأولادها على أهواء أمّها وعنادها.

فإن لم يفد ذلك فحاول توسيط بعض العقلاء من الأقارب، أو غيرهم ليصلحوا بينكما -إن أمكن الصلح-، أو يتفقوا على الطلاق في حال تعذر الإصلاح بعيدًا عن المحاكم.

وللفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني