الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

واجب من لم يف بالنذر المعلق عند تحقق شرطه

السؤال

منذ 6 سنوات نذرت إن حصلت على شهادة البكالوريا أن أصوم 10 أيام، وبعدها نذرت أن أتصدق بكتب إن نجحت، وفي الحالتين لم أف بوعدي، فما حكم هذا؟ وماذا يجب علي فعله؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهذان النذران من النذر المعلق على شرط، فيجب الوفاء بهما إذا تحقق شرطهما، لحديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ عند البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصيه فلا يعصه.

وقد سئل الشيخ ابن عثيمين في لقاء الباب المفتوح: عن شخص نذر إذا نجح في الامتحان ليصومن شهرين، وبعد ساعة عدل نيته إلى الشهر الواحد، ونجح في الامتحان، فما الحكم؟ فأجاب: الصيام طاعة من الطاعات، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من نذر أن يطيع الله فليطعه ـ وهذا الرجل نذر، فلزمه النذر بمجرد كلامه، ولا يمكن أن يحول الشهرين إلى الشهر، لأنه ثبت في ذمته شهران.. إن كان في نيته التتابع لزمه أن يكون الشهران متتابعين، وإلا فهو حر إن شاء صام متتابعاً أو متفرقاً. اهـ.

وطالما أن هذه الأيام العشرة غير معينة، فيجوز لك تأخيرها حتى تصومها في الأوقات التي تناسبك، لكن الأفضل أن تبادر بصيامها إبراء لذمتك، واستجابة لقوله تعالى: فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ {البقرة:148}.

ونحب أن ننبهك هنا إلى أن هذا النوع من النذر ـ نعني النذر المعلق على شرط ـ مكروه، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن النذر لا يأتي ابن آدم بشيء إلا ما قدر له، ولكن يغلبه القدر ما قدر له فيستخرج به من البخيل فييسر عليه ما لم يكن ييسر عليه من قبل ذلك، وقد قال الله أَنْفِق أُنْفِق عليك. صححه الألباني في صحيح ابن ماجه، وهو ثابت في الصحيح بمعناه.
وللفائدة يرجى مراجعة الفتويين رقم: 119906، ورقم: 173983.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني