الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم وواجب من صلى مع الشك بدخول الوقت

السؤال

أسكن في مدينة أدمونتون في كندا، بصفة مؤقتة؛ لأني أدرس في إحدى الجامعات في المدينة. ومنذ أن أتيت إلى هذه المدينة، وأنا في حيرة كبيرة بالنسبة لمواقيت الصلاة، والصيام.
في هذه المدينة ثلاثة عشر مسجدا، وللأسف فإن كل مسجد يعتمد على طريقة مختلفة لحساب مواقيت الصلاة. ونظرا لموقع المدينة المتطرف (خط عرض ٥٣ شمالا، وخط طول ١١٣ غربا) فإن الاختلاف في حساب مواقيت الصلاة، يؤدي إلى اختلاف تقدير صلاتي العشاء، والفجر عدة ساعات في فترة الصيف.
بعض المساجد في المدينة أخذ مواقيت الصلاة من موقع الباحث الإسلامي على الشبكة العنكبوتية، وبعضها اعتمد مواقيت الصلوات التي نشرها المشروع الإسلامي لرصد الأهلة، الذي يتبع رابطة العالم الإسلامي، وبعضها اعتمد مواقيت الصلوات التي نشرتها الجمعية الإسلامية بأمريكا الشمالية، وكل واحد من المواقيت المذكورة آنفا، استخدم زاوية مختلفة، لحساب صلاتي العشاء والفجر. وبعض المساجد قدر أوقات صلاتي العشاء والفجر بفرق ثابت بالنسبة للمغرب، والشروق، حتى في وجود علامات ظاهرة للمواقيت، وبعضها استطلع العلامات الظاهرة لمواقيت الصلوات لمدة ثلاث سنوات متتالية.
كنت أتبع جدول الصلوات للمسجد الذي استطلع مواقيت الصلوات، ولكن نصحني صديقان لي بأنهما شاركا عدة مرات في استطلاع مواقيت الصلوات بالمسجد، ووجدا أن المكلفين باستطلاع الصلوات في المسجد، لم يتحروا الدقة في رصد المواقيت. المشكلة أن مواعيد الصلوات التي رصدها المكلفون باستطلاع الصلوات في المسجد، مختلفة اختلافا بينا عن كل تقديرات علماء الأرصاد لحساب مواقيت الصلوات في المدينة.
أكون شاكرا، لو أجبتموني عن الأسئلة الآتية:
١) أي مسجد من المساجد المذكورة تنصحوني باتباعه في مواقيت الصلوات؟
٢) لو صليت في مسجد مختلف عن المسجد الذي أتبعه، وكانت الصلاة قبل وقت الأذان، حسب جدول الصلوات في المسجد الذي أتبعه.
هل علي أن أعيد صلاتي؟
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فوقت العشاء، يدخل بسقوط الشفق الأحمر، ووقت الفجر يدخل بتبين الفجر الصادق، المنتشر ضوؤه في الأفق، والأصل أنه لا تجوز الصلاة إلا إذا حصل اليقين، أو غلبة الظن بدخول الوقت. فإذا كنت تستطيع تبين المواقيت بنفسك، فاعمل بما يحصل لك به اليقين، أو غلبة الظن، وإلا فقلد من تثق به من العارفين بالمواقيت وعلاماتها، ولا يجوز لك أن تصلي قبل حصول غلبة الظن بدخول الوقت، فإذا دخلت مسجدا يصلي قبل التقويم الذي تعتمده، ولم تكن عندك غلبة ظن بدخول الوقت، بل كنت شاكا في دخوله، فإن صلاتك لا تصح فرضا.

جاء في الروض مع حاشيته: ولا يصلي من جهل الوقت، ولم تمكنه مشاهدة الدلائل التي يعرف بها الوقت، كالزوال ونحوه، لعمى، أو مانع ما، ولا مخبر عن يقين. قبل غلبة ظنه بدخول وقتها؛ لأن الأصل عدم دخوله، فإن صلى مع الشك، فعليه الإعادة إجماعا وإن وافق الوقت، وأجمعوا على أن العلم بدخول الوقت، أو غلبة الظن على دخوله، شرط في صحة الصلاة. ويستحب له التأخير حتى يتيقن. انتهى مع حذف يسير.

ونحن لا علم لنا بموثوقية المصادر التي ذكرتها في السؤال، وإنما الذي ننصحك به إجمالا إذا اشتبه عليك الوقت، أن تتبع أوثق هذه الجهات وأعلمها بالوقت في نفسك، ولا تصلي إلا مع اليقين، أو غلبة الظن بدخول الوقت كما بينا، وقد بينا أن تقويم أم القرى، من أوثق التقاويم التي يعتمد عليها، إلا أنه ينبغي التأخير في صلاة الفجر شيئا، وانظر الفتوى رقم: 138714.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني