الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم المال الذي أُخذ تعزيرا إذا أُهدي إلى إنسان

السؤال

 بالنسبة للفتوى رقم: 2608079، أوضحتم أن السؤال غير واضح، وسؤالي هو: معلمة اللغة العربية عندنا قالت إن من ستتكلم ستدفع ريالا، وهذا على مدار أيام، ثم بعد ذلك تريد منا ـ نحن الطالبات ـ القيام بشرح دروس المنهج، فنعمل قرعة ونختار طالبتين لتقوما بشرح الدرس، وبعد الشرح تقوم الفتيات بالتصويت لمن يرين أن شرحها كان أفضل، فاخترنني، وأخذت شوكولاتة ـ ثمنها تقريبا ريال ـ وأكثر من فتاة قمن بالدفع تعزيرا، فلأي فتاة أرد هذا المال؟ وعندما كنت أشرح مع الفتاة الأخرى قام بعضهن بالتصويت لي قبل أن تشرح الفتاة الأخرى أو قبل أن أنهي أنا الشرح، ولكنني استسمحت من تلك الفتاة فيما بعد، فسامحتني، فلمن أرد هذا المال؟ وماذا لو كن كلهن غادرن هذا المكان؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأصل معاقبة المعلمة لمن تتكلم من الطالبات بدفع مبلغ من المال لا يصح، فقد روى الإمام أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه.

قال ابن حزم ـ رحمه الله ـ في كتابه المحلى: فلا يحل مال أحد بغير نص أو إجماع متيقن، ولا يحل لأحد إيجاب غرامة لم يوجبها القرآن ولا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيتعدى بذلك حدود الله، ويبيح المال المحرم، ويشرع ما لم يأذن به الله تعالى.

وأما الآن وقد ذكرت أن الطالبات قد غادرن المكان، أو أنه يصعب التعرف عليهن ونحو ذلك، فالأمر هين، فلتتصدقي بما أخذت من ذلك المال ناوية الأجر عن صاحبته، وهذا كاف في إبراء ذمتك عملا بالمستطاع، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني