الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التعارف بين الجنسين عبر الإنترنت أو غيره بغرض الزواج

السؤال

عمري 21سنة، ملتزم نوعًا ما، أعيش في شمال فلسطين المحتلة "إسرائيل" في قرية مسلمة، وكل من حولنا يهود، وأقرب بلد عربي يبعد عنا 30 دقيقة، وأغلب أماكن العمل فيها نساء يلبسن اللبس الفاضح والقصير، وفيها خمر، والحرام أسهل من الحلال بكثير –للأسف-.
قبل 3 سنين أو أكثر تعرفت إلى بنت على النت، ويبعد بلدها عني ما يقرب من ساعة ونصف، وشاهدتها، وشاهدتني من بعيد مرة واحدة لدقائق فقط، وكنا نتكلم بأدب واحترام، ولم تحدثني نفسي ولا مرة أن يخرج كلامنا عن الأدب، ومنذ سنة ونصف لديّ النية لأخطبها وأتزوجها، ولكن وضعنا المادي متوسط، وهناك مشاكل كثيرة مع الحكومة؛ لأخذ الموافقة للبناء على الأراضي المملوكة للعائلة؛ مما يمنع أن أتقدم لخطبتها، ولن يوافق أهلي، ولا أهلها حسب ما هو متعارف عليه من عادات، وهناك من يخطب البنت كل شهر تقريبًا، وهي ترفض، ولا تخبر أهلها بالسبب -وهو أنا- ويوميًّا أدعو في الصلاة وغيرها أن يجمعنا الله تعالى بالحلال، وأن يجعلها خيرًا لي إن لم تكن كذلك، وأن يجعلني خيرًا لها إن لم أكن كذلك، وهي تدعو نفس الدعاء، ولا نتكلم فترات طويلة تصل لأشهر، وأخاف إن قطعت الحديث معها قبل التقدم لخطبتها أن تتزوج غيري بعد أن يجبرها أهلها.
أحتاج جوابًا شافيًا وكافيًا رجاء، وأطلب من الشيوخ أن يفتوا ويهتموا بالمسلمين، وشباب المسلمين الذين يعيشون داخل الخط الأخضر، فأوضاعنا صعبة جدًّا من ناحية الالتزام -بارك الله فيكم-.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فننبهك أولاً إلى أنّ التعارف بين الشباب والفتيات عبر الإنترنت، أو غيره، ولو كان بغرض الزواج، فهو باب شر وفساد، فينبغي الحذر من التهاون في هذا الباب، وانظر الفتوى رقم: 110476.

فالواجب عليك قطع تلك العلاقة، ولا يجوز لك التمادي فيها بحجة الخوف من ضياع فرصة الزواج منها، وما دمت غير قادر على الزواج في الوقت الحاضر، فاشغل نفسك بما ينفعك في أمور دينك، ودنياك، حتى إذا قدرت على الزواج فتقدم لخطبتها.

وإذا قدرت على خطبتها من أوليائها الآن، على أن تنتظرك حتى تقدر على مؤنة الزواج، فلا مانع من ذلك، لكن على كل حال، فلا يجوز أن تكون بينكما علاقة من خلال الهاتف، أو الإنترنت، أو غيره، حتى تعقد عليها العقد الشرعي، ومن ترك شيئًا لله، عوّضه الله خيرًا منه، وللفائدة انظر الفتوى رقم: 160649.

والواجب على المسلم أن يحرص على سلامة دينه، وصلاح قلبه، ويجتنب مواطن الفتن، ومن أهم ما يعين على ذلك مصاحبة الصالحين، والتعلق بالمساجد، ومجالس العلم والذكر، وكثرة الدعاء، وشغل الأوقات بالأعمال النافعة، وراجع الفتوى رقم: 136724.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني