الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من حق الابن المطالبة بنصيبه من ميراث أبيه وليس ذلك عقوقا للأم

السؤال

أشكر الموقع على ما يقدمه من خدمات، وجعله الله في ميزان حسناتكم.
أنا رجل أبلغ 60 من عمري، توفي والدي -رحمه الله-، ورحم موتانا، وموتى المسلمين- منذ أكثر من 40 سنة، وترك منزلا مساحته 2000م² في أرقى الأحياء بالرباط.
كنت أسكنه بمعية أخواتي، وتركته مرغما عند زواجي، أي منذ ما يناهز 25 سنة، بينما تزوجت أخواتي، وبقين مع والدتي، بدعوى أن والدتي لا يمكنها العيش في بيت كبير. وعندما طلبت أن أعود للسكن معهن، رفضن رفضا قاطعا. أنا الآن أسكن في بيت صغير بمعية زوجتي، و3 أولاد، أكبرهم تجاوز 20 سنة من عمره، وكثرت مصاريفهم، ودخلي محدود، وأنا كما تقول زوجتي منعدم الشخصية، لا أستطيع مواجهة أمي وأخواتي.
وفي نفس الوقت ضاق ذرعي بحالتي المادية، علما أن بيع المنزل سيحل مشاكلي المادية، حيث بلغ سعره 10.250.000 درهم مغربي. مؤخرا طلبت مني أمي أن أمضي على ورقة إدارية؛ لأنها تريد أن تجري بعض الإصلاحات على البيت، وأمضيت بالرغم مني، ودون علم زوجتي.
أمي امرأة في الثمانين من عمرها، وأنا أعزي نفسي بأنها ربما يدنو أجلها، فتغضب زوجتي، وتقول لي: أنا أفضل أن تقوي شخصيتك، وتطالب بحقك من ميراث أبيك، على أن تتمنى وفاة أمك؛ لأن الأعمار بيد الله.
ماذا أصنع، وأولادي ينظرون لأولاد عماتهم يسرحون، ويمرحون في بيت كبير، ولكل واحد حجرته الخاصة، وهم ثلاثتهم في حجرة واحدة، وابني الكبير لا يستطيع إتمام دراسته. وأنا لا أستطيع عمل شيء، والله لا أستطيع حتى فتح الموضوع مع أمي.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلك أن تطالب بنصيبك من تركة أبيك، لاسيما وأنت محتاج إليه، وليس في ذلك إساءة لأمّك، أو عقوق لها، وليس من حقها منعك من الانتفاع والتصرف في حصتك من الميراث.

وإذا خشيت من غضبها إذا كلمتها بنفسك، فوسّط بعض الأقارب، أو غيرهم ممن تقبل قولهم، ليكلموها في ذلك، وداوم على برها، والإحسان إليها؛ فإنّ حقها عليك عظيم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني