الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم التسمية باسم إياس

السؤال

لعلمي بأهمية اختيار اسم مناسب لابني المتوقعة ولادته قريبا، أرجو الإشارة علي بخصوص اسم إياس، حيث أحببت الاسم خاصة أنه اسم لصحابي جليل، ووجدت أن معنى الاسم هو العوض، ولكنني وجدت أيضا أن كلمة إياس نفسها مشتقة من اليأس، وكذلك وجدت أن الإياس هو السل، لذلك فأنا في حيرة من أمري، لأنني أعرف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غير أسماء أشخاص كانت معاني أسمائهم غير مناسبة فهل التسمية باسم إياس جائزة شرعا أم لا؟.
وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن التسمية باسم إياس لا حرج فيها، فإياس من أسماء الصحابة والتابعين، ففي أسد الغابة لابن الأثير: إياس بن البكير بن عبد ياليل... شهد بدرا، وأحدا، والخندق، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان من السابقين إلى الإسلام، أسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم في دار الأرقم، وكان من المهاجرين الأولين. اهـ.

وفي تاريخ دمشق لابن عساكر: إياس بن معاوية بن قرة بن إياس المزني البصري قاضي البصرة.... اهـ.

ومن التابعين إياس بن سلمة بن الأكوع، وقد روى له الشيخان في صحيحيهما، ومنهم إياس بن قتادة بن أوفى، وإياس بن معاوية بن قرة، وإياس بن ضبيح الحنفي، ذكرهم ابن سعد في الطبقات الكبرى.

ولا يضر كون كلمة الإياس قد ترد بمعنى القنوط أو السل، فإن مجرد الاشتراك في معنى الكلمة بين عدة أشياء لا يمنع استعمالها فيما هو محمود، فجماع الأسماء المكروهة والممنوعة يرجع إلى الأمور التالية:
1ـ أن يكون فيها تعبيد لغير الله كعبد الرسول.
2ـ أن يكون مما هو مختص بالله من الأسماء.

3ـ أن يكون ذا معنى مذموم، كحرب ومرة وحزن.
4ـ أن يكون من الأسماء المائعة التي لا معنى لها كزوزو وميمي.
5ـ ما فيه تزكية للنفس كبَرَّة.
ولمزيد فائدة راجع كتاب ابن القيم تحفة المودود، وكتاب الشيخ بكر أبو زيد تسمية المولود.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني