الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم لبس المرأة الملابس الرياضية الشبيهة بملابس الرجال

السؤال

هل يجوز للنساء لبس الملابس الرياضية دون قصد أو نية التشبه بالرجال؟مثلا لبس تيشيرت (قميص قصير) نادي معين مثل الهلال، أو النصر، أو الاتحاد، علما أن بنات كثيرات يلبسن هذه القمصان؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:

فإن كانت هنالك ملابس رياضية تختص بها النساء، أو مشتركة عرفا بين الرجال والنساء، فلا حرج على المرأة في لبسها، مع مراعاة الضوابط الشرعية للباس المرأة المسلمة، وإنما تمنع المرأة من أن تلبس من اللباس الرياضي ما هو مختص بالرجال، حتى وإن لم تقصد التشبه؛ لأن لبسه في ذاته يحصل به التشبه، فلو لبست المرأة قميص الرجال مثلا، حرم عليها ذلك، ووقعت في التشبه المحرم، ولو لبسته لوحدها في البيت، ولا يُنظر هل قصدت التشبه أم لا.

قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى- في الشرح الممتع، عن التشبه المحرم هل يفتقر إلى النية: فإن قال قائل: أنا لم أقصد التشبُّهَ؟ قلنا: إن التشبُّهَ لا يفتقر إلى نيَّة؛ لأن التشبُّهَ: المشابهة في الشَّكلِ والصُّورة، فإذا حصلت، فهو تشبُّه سواء نويت، أم لم تنوِ، لكن إن نويت صار أشَدَّ وأعظم. ... اهــ.
وقال أيضا: كثيرٌ من النساء يقلن: إننا ما أردنا التشبه، فيقال: التشبه إذا حصل لا يشترط له إرادة؛ لأن التشبه هو المظهر، فإذا وجد المظهر الذي يكون كمظهر الكفار، حصل التشبه سواءٌ أردت أو لم ترد. اهـ.
وهذا ينطبق على الملابس التي عليها شعار الأندية، فإن وجد منها ما هو مختص عرفا بالنساء، أو مشترك، جاز لبسه، وما كان مختصا بالرجال، لا يجوز لبسه. وللفائدة، راجعي الفتويين التاليتين: 16116 // 126944.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني