الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تفسير القرآن والفتوى بدون علم خطورة وأي خطورة

السؤال

السلام وعليكم ورحمة الله وبركاته
سيدى الفاضل مشكلتي تتمثل باختصار في أن خالي رجل لم يتجاوز الـ 45 يعيب لكل شيء لا شيء يعجبه ويفتي في الدين بصورة بشعة ويظن أنه يحسن في هذا الأمر وكذلك في السياسة ومع الجميع، ويتأذى منه الجميع بسبب فتواه في كل شيء ولكن له حجج، فأرجو أن تجيبوا علي لأدحض له حججه،
1- فهو لا يصلي في المسجد بحجة أن المصلين الآن في عصرنا هذا من المنافقين، فهو لا يحرم ولكن هذه حجته ولا حتى صلاة الجمعة؟
2- أنه يفتي فى الدين ويفسر القرآن بطريقة غبية تسبب غيرتي الشديدة لحبي لديني، مما يجعلني أتعصب عليه وأعيب عليه فأقع في مالا يرضاه الله، وحجته أن كل من يقرأ القرآن يمن الله عليه بالقدرة على التفسير؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فعليك أن تحرص على هداية هذا الرجل، فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم، وعليك أن تبين له خطورة تفسير القرآن بغير علم وخطورة الإفتاء بغير علم، ففي الحديث: من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار. رواه أحمد والنسائي في الكبرى، والترمذي، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وروي عن أبي بكر الصديق أنه قال: أي أرض تقلني وأي سماء تظلني إذا قلت في كتاب الله ما لا أعلم؟ وراجع مقدمة ابن كثير في تحرج السلف عن الكلام في التفسير بما لا علم لهم به. ومما يدل لخطورة الإفتاء بغير علم كونه افتراء على الله، وهو مانع للفلاح مسبب للعذاب، قال الله تعالى: وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ* مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [النحل:116-117]. قال ابن كثير في تفسير هذه الآية: ويدخل في هذا كل من ابتدع بدعة ليس له فيها مستند شرعي، أو حلل شيئا مما حرم الله، أو حرم شيئا مما أباح الله بمجرد رأيه وتشهِّيه، وقد رغب النبي صلى الله عليه وسلم في حفظ اللسان فقال: من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة. رواه البخاري ومسلم. وقال: من كان يومن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت. رواه البخاري ومسلم، وقال: إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم. رواه البخاري، وراجع في خطورة التخلف عن الجماعة والجمعة الفتوى رقم: 5153، والفتوى رقم: 28664، والفتوى رقم: 1798، والفتوى رقم: 8688، والفتوى رقم: 31502. واعلم أن نفاق المصلين إن صح ليس عذرا في التخلف عن الصلاة، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يأتي المسجد الحرام ويصلي عنده قبل الهجرة ولا يمنعه من ذلك وجود الأصنام ولا حضور المشركين. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني