الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا بأس بتسمية البنت بـ: هاجر أو سارة

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
سأرزق إن شاء الله بطفلة بعد بضعة أسابيع، أريد أن أسميها هاجر، وزوجي يريد تسميتها سارة.
ولقد قرأت قصتهما معا، ولكنني لا أعرف معنى الاسمين.
فقد قرأت أن للمرء حظا من اسمه، أو يرزق المرء معنى من اسمه، وأنا لا أريد أن تكون حياة ابنتي كلها هِجرة إن سميتها هاجر، فهذا هو المعنى الوحيد الذي فهمته من اسم هاجر. كما قرأت أن أمنا هاجر، والدة إسماعيل ـ عليهما السلام ـ كانت أمة لسارة، أم إسحاق، وقد وهبتها سارة لزوجها إبراهيم؛ لما يئست من الولد، فأصبحت ملك يمينه. وهذا يجعلني أفضل سارة، على هاجر.
لكن مع ذلك، فأنا أرجو منكم أن تدلوني على معنى كلا الاسمين؛ لأن المعنى سيكون الفاصل بيني وبين زوجي، في تسمية الطفلة.
وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

ففي البداية يجدر التنبيه على أن تسمية المولود، حق للأب دون الأم، عند التنازع.

قال ابن القيم في كتابه تحفة المودود: التسمية حق للأب لا للأم، هذا ما لا نزاع فيه بين الناس، وأن الأبوين إذا تنازعا في تسمية الولد، فهي للأب.

ومن أدلته على ذلك: أن الابن يدعى لأبيه، لا لأمه؛ لقول الله تعالى: ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ {الأحزاب:5}.
وبالتالي، فيحق لزوجك أن يختار الاسم الذي يشاء لابنته.

وبخصوص معنى اسم هاجر, فلم نقف على من قال إنه مشتق من الهجرة, والتنقل, لكن يذكرها بعض المعاجم عند تناول مادة هجر.

جاء في القاموس للفيروز آبادي: وهاجِرُ: قبيلةٌ، وبفتح الجيمِ: أُمُّ إسماعيلَ، صلى الله عليه وسلم، ويقالُ لها: آجَرُ أيضاً. انتهى.

وعلى كل حال, فيجوز التسمية باسم هاجر, ولا يترتب على ذلك أن تكون حياة ابنتك كلها هجرة, كما تجوز التسمية باسم سارة, فالأمر فيه سعة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني