الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أنجع علاج للوساوس هو الإعراض عنها وعدم الاسترسال معها

السؤال

من خلال تجربتي للوساوس القهري خطرت ببالي فكرة يمكن أن تسهم في علاج الكثير من الموسوسين في دقيقة واحدة إذا فهموها وتدبروها جيدا، فما صحة هذه الفكرة وصلاحيتها في كافة الأوقات: إن الموسوس يريد أن يصل إلى حالة من الإيمان بأن صلاته ووضوءه وصيامه صحيحة، ولكن سقف هذا الإيمان مرتفع عنده فهو لابد أن يتأكد من كل ما يفعله حتى في أدق الأمور، والإنسان الطبيعي سقف الإيمان عنده طبيعي فهو لا يكلف نفسه مشقة كبيرة، فإذن الحل هو أن يصل الموسوس إلى إيمان الإنسان الطبيعي ولا يبالي بما تبقى من إيمان يعتقد بأنه يجب الوصول إليه، فمثلا هو عند غسل يده يستغرق نصف دقيقة لكي يصل لمستوى يقنع نفسه بأنه غسل يده كاملة، ولكن يجب على مثل هذا أن يرى عامة الناس الطبيعيين ولا سيما رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف كان يغسل يده ويكتفي بهذا فيمرر يده تحت الماء لخمس أو سبع ثوان مع الدلك ولا يبالي بعدها تماما وحتى لو في قرارة نفسه لم يصل للإيمان الذي يقنعه ويمكن أن يقول لنفسه حتى يريحها من ألم الوسواس يمكن أنني لم أغسل يدي كاملة، وفي جانب العقيدة هل يصح ذلك الكلام فمثلا الناس الطبيعيون يؤمنون بصحة دين الإسلام إيمانا طبيعيا وفق ما وجدوه من أدلة منطقية جدا وأدلة رأوها بأعينهم بتحقيق ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم في باب الغيب وغير ذلك الكثير الكثير.......

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن العلاج للوسوسة هو الإعراض الكلي عنها، وشغل الإنسان نفسه عنها وعدم الاسترسال مع الشيطان في شأنها، كذا قال ابن تيمية وابن عبد السلام والهيتمي وغيرهم، وقد ثبت أنه هو العلاج الناجع، فكم من موسوس جربه، فشفاه الله تعالى وعافاه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني