الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم طلب وشراء مشروب يضر بالصحة

السؤال

والدي يشتري مشروبا يضر جدا بالصحة، وأيضا يمول جهة كفار لقتل المسلمين، ويلومني إذا لم أكتب هذا المشروب في قائمة الطلبات التي نشتريها من السوق، ويغضب؛ لأني إذا لم أكتبه، فسيحسب أنه لا زال باقيا في البيت، فلا يشتريه مرة أخرى.
فهل أكتب هذا المشروب دائما في قائمة الطلبات، وليس علي إثم؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلم تبيني لنا نوع هذا المشروب؛ لنحكم بما إذا كان مباحا أو محرما، فقد تكونين تعتقدين كونه مضرا، وليس الأمر كذلك.

وعلى كل حال، فإن كان هذا المشروب محرما فعلا، فلا يجوز لك كتابته ضمن طلبات البيت ولو غضب أبوك؛ لأن هذا من الإعانة على الإثم والعدوان، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق جل وعلا.

وأما إن كان هذا المشروب مباحا كالمشروبات الغازية، أو القهوة، ونحوها من المشروبات التي قد تشتمل على ضرر يسير لا ينتهض لتحريمها، فلا حرج عليك في كتابتها ضمن الطلبات، بل لا يجوز لك والحالة هذه، ترك ذلك؛ لئلا تغضبي أباك، وإن كان أبوك يقع في بعض المخالفات الشرعية، فينبغي أن تناصحيه، وتبيني له بلين ورفق، خطورة تعدي حدود الله تعالى، واستعيني بالدعاء بهدايته؛ فإن الدعاء من أعظم الأسلحة التي يستعين بها العبد.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني