الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل قبول الهبة والمساعدة من الفاسق ينافي التوكل؟

السؤال

أنا وعائلتي مصدر دخلنا ضعيف جدًّا، ولدينا التزامات كثيرة، وهناك شخص يساعدنا بمصروف شهري، يكفيني أنا وعائلتي، ونحن أغلبيتنا نساء، ولكن هذا الذي يساعدنا بالمصروف لديه بعض التصرفات الشركية، والبدع، وهو ليس على مذهب السنة، وهو أيضًا يتعامل مع البنوك، فهل يجوز لي أن آخذ هذا المال؟ وهل بأخذي لهذا المال أكون من الأشخاص غير المتوكلين على الله؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا حرج في قبول الهبة والمساعدة من الكافر، فضلًا عن المسلم المبتدع أو الفاسق، ما لم يكن في ذلك تنازل عن شيء من الدين، أو سببًا في الوقوع في معصية.

ولا يتعارض ذلك مع التوكل على الله تعالى، الذي هو عمل القلب، وتوجهه، فيعتمد بقلبه على الله تعالى، ويعلم أنه سبحانه هو من يسر هذا الفاسق للمساعدة، أو الإعانة، ولولا تيسيره سبحانه، لم يتيسر شيء، وقد دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة لما رجع من الطائف، في جوار المطعم بن عدي، وهو كافر. ورجع أبو بكر إلى مكة، بعد أن خرج مهاجرًا منها إلى الحبشة، ودخلها في جوار ابن الدغنة، وهو يومئذ مشرك.

وراجعي فيما سبق الفتاوى التالية أرقامها: 154153، 119429، 53298.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني