الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم العلاقة بين الشاب والفتاة بحجة الرغبة في الزواج

السؤال

كنت أدرس في مدرسة مختلطة، تجمع البنين مع البنات. كان معنا بنات، ولهن أكثر من عشر سنين مع بعض في المدرسة، والدرس تقريبا.
المهم كانت هناك بنت تحبني، وعرفت عن طريق صديقتها، وقلت لصديقتها أخبريها بأني أحبها (ولكني كنت صغيرا، لا أفهم معنى الحب) كان هذا حال المجتمع، وقضينا فترة نتكلم على النت، وبعد ذلك تركتها، ولكن تأكدت أنها تحبني جدا، وكان عمرها حينها ثلاث عشرة سنة، وقد أحببتها بسبب حبها الشديد لي، وخوفها علي، ورجعنا نتكلم مرة أخرى على النت، وإلى هذا الحين أحبها جدا، وتحبني جدا، واليوم عندي ست عشرة سنة، أي لنا ما يقرب من ثلاث سنوات ونحن نحب بعضا، ولكن نعرف بعضنا منذ أكثر من ثماني سنين في المدرسة، وحاليا نتكلم عن طريق الرسائل والنت، وأراها كل يوم في الدرس، ونيتي إن شاء الله أن أتزوج منها؛ لأنها إنسانة محترمة، وتصلي وأنا أثق فيها، وهي تريد الزواج مني، ولكن ما زلنا في الدراسة، ووعدنا بعضنا أن لا نترك بعضا، ونظل حتى نتخرج ونتزوج.
وكلامي معها عن طريق النت، والرسائل عبارة عن أني أطمئن عليها، وهي تطمئن علي، وتقول لي أين ذهبت في يومها، وماذا يحدث في يومها، وأنا كذلك، وتنصحني بالمذاكرة، وأنصحها في حياتها.
أريد أن أعرف ما حكم الكلام معها عن طريق النت، أو المكالمات الصوتية؟ ونحن لا نثير شهوة بعض، ولا تثير شهوتي بكلامي معها، كلامي معها مجرد أن أطمئن عليها، وعلى صحتها فقط دون كلام إباحي، أو كلام عيب، فهو حب، هدفه الزواج في المستقبل إن شاء الله.
أريد منكم الإجابة عن حكم كلامي معها؟ وهل كلامي معها حرام أم حلال؟
وإذا كان حراما ما الحل؟ وإذا تركتها ولم أكلمها سوف تمرض، وتغضب علي بشكل شديد، وسوف تفكر أنني خنت وعدنا لبعض، وأني لا أحبها. أرجو الرد، وإفادتي.
شكرا جزيلا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فهذه العلاقات التي شاعت بين بعض الشباب والفتيات باسم الحبّ، والرغبة في الزواج، هي في حقيقتها باب شر وفساد، لا يقرّها الشرع، ولا ترضاها آداب الإسلام، وعاقبتها في أغلب أحوالها وخيمة على الطرفين، قد شاهدنا كثيرا من ذلك، وانظر في ذلك الفتوى رقم: 1769.
لكن إذا تعلق قلب الرجل بامرأة دون كسب منه، أوسعي في أسبابه، فلا حرج عليه، والمشروع له حينئذ أن يخطبها من وليها، فإن أجابه، فبها ونعمت، وإن قوبل بالرفض، انصرف عنها إلى غيرها.
فإذا لم يكن الزواج متيسرا لك من هذه الفتاة، فعليك أن تقطع كل علاقة بها، ولا تنخدع بمكائد الشيطان، وتتعلل بالخوف على الفتاة، والحرص على مشاعرها. فكل ذلك وهم زائف؛ فإن التمادي في هذه العلاقة مفسدة ظاهرة، والمصلحة المتيقنة في قطعها والوقوف عند حدود الله.

فاجتهد في إزالة هذا التعلق من قلبك، واشغل نفسك بما ينفعك في أمر دينك ودنياك، ولا سيما وأنت في مرحلة من العمر لها خطرها، وسوف تسأل عنها يوم القيامة، فعن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تزول قدما عبد يوم القيامة من عند ربه، حتى يسأل عن خمس: عن عمره فيم أفناه؟ وعن شبابه فيم أبلاه؟ وماله من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟ وماذا عمل فيما علم؟. رواه الترمذي.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني