الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حائر في العمل بين جهتين

السؤال

إخواني جزاكم الله خيرا، وبارك الله في عملكم هذا، وفي موقعكم.
أنا شاب من سوريا، وأعمل في لبنان، في مناطق النصارى، وهنا في لبنان لا أستطيع أن أحمل في جوالي شيئا دينيا؛ لأنني سأتعرض للخطر.
فقلت سوف أذهب إلى مسجد تابع لدار الفتوى، أؤذن فيه، وأتوظف. فبعض المشايخ قال: ابتعد عنهم؛ لأنهم مبتدعة، فأصبحت بين خيارين، وفي حيرة فماذا أفعل؟
أرشدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن كانت هذه المؤسسة التي أردت العمل فيها كمؤذن، تابعة لأهل السنة -كما نعلمه- فلا حرج عليك في العمل في أحد مساجدها كمؤذن، ولا تلتفت إلى من ينهاك عن ذلك، وهذا العمل خير لك بلا شك، من العمل في مناطق النصارى، حيث لا تستطيع إظهار شعائر الدين، واعلم أنه يجوز لك العمل في مناطق النصارى المذكورة، إذا كنت تعمل عملا مباحا، ولا تتعرض لشيء من الفتنة في دينك، فإن كنت تتعرض للفتنة في دينك، أو لا تجد عملا مباحا في تلك المناطق، فيجب عليك مغادرتها والهجرة منها، والعمل في مناطق المسلمين، وإذا اجتهدت في تحري الحلال، وصيانة دينك، والبعد عن أسباب الفتنة، فإن الله تعالى سيعينك، ويوفقك كما قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ {العنكبوت:69}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني