الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجوز للمعتمر الاتجار؟

السؤال

تعدد النية في العمل هل يعني الرياء؟
فمثلا العمل لدي يسمح بسداد فواتير السفر، واخترت أن تكون عمرة، وبهذا أستفيد من الأموال، ولا أصرفها في سفر يغضب الله، كما أني قبل الذهاب، نويت أن أتاجر أثناء العمرة بما مقداره نصف ساعة يوميا تقريبا.
فهل وجود كل هذه النيات في السفر للعمرة، يفقدها الإخلاص؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير, ولا شك أن السفر للعمرة من أفضل الأسفار, ومن أفضل ما ينبغي للمسلم أن يصرف فيه ماله, ووقته, وقد أحسنت الاختيار لهذا السفر؛ لما فيه من الثواب الجزيل, وانظر الفتوى رقم: 31892

ويجوز لك المتاجرة أثناء العمرة, ولا يقدح هذا في الإخلاص؛ لقوله تعالى: لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ {البقرة:198}.

جاء في تفسير القرطبي تعليقا علي هذه الآية: في الآية دليل على جواز التجارة في الحج للحاج، مع أداء العبادة، وأن القصد إلى ذلك لا يكون شركا، ولا يخرج به المكلف عن رسم الإخلاص المفترض عليه، والحج دون تجارة أفضل؛ لعروها عن شوائب الدنيا، وتعلق القلب بغيرها. انتهى مختصرا بتصرف يسير.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني