الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معنى قول عمر بن عبد العزيز لابن الوليد بن عبد الملك: عوجل أبوك

السؤال

ورد في كتب التاريخ: أنهم لما دفنوا الوليد بن عبد الملك، تحركت رجله، فقال عمر بن عبد العزيز: قد عُوجِل أبوك!
أي يعني العذاب.
فأي دلالة في هذا على العذابِ؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فهذا الخبر، ذكره صاحب الكامل في التاريخ، فقال: وَلَمَّا دُلِّيَ فِي جِنَازَتِهِ، جُمِعَتْ رُكْبَتَاهُ إِلَى عُنُقِهِ، فَقَالَ ابْنُهُ: أَعَاشَ أَبِي؟ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَكَانَ فِيمَنْ دَفَنَهُ: عُوجِلَ وَاللَّهِ أَبُوكَ! وَاتَّعَظَ بِهِ عُمَرُ. انتهى.

فإن صح هذا الكلام عن عمر، فلعله -رحمه الله- فهم من هذه الحركة، أن الذي فعل به هذا هو ملائكة العذاب، عاجلته به، نسأل الله العافية.

ويوضح هذا ما ذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق.

فقد جاء في مختصر تاريخ دمشق: قال عمر بن عبد العزيز: كنت فيمن نزل الوليد بن عبد الملك في قبره، فنظرت إلى ركبتيه قد جمعتا إلى عنقه، فقال ابنه: عاش والله أبي، عاش والله أبي، فقلت: عوجل أبوك ورب الكعبة، قال: فاتعظ بها عمر بعده.

وفي حديث: فلما تناولناه من السرير، ووقع على أيدينا اضطرب في أكفانه، فقال ابنه: أبي، أبي. قال: قلت: ويحك إن أباك ليس بحي، ولكنهم يلقون ما ترى.

وقال عمر بن عبد العزيز ليزيد بن المهلب حين ولاه سليمان العراق: اتق الله يا يزيد، فإنا لما دفنا الوليد ارتكض في أكفانه.

قوله: ركض في لحده: أي ضرب برجله الأرض. انتهى.

وعلى أي حال، فإذا ثبتت تلك القصة، فمن المحتمل أن يكون فعل هذا لشدة ما نزل به من الهول.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني