الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا مقارنة بين تناول أطعمة لم يثبت ضررها، وبين ما علم تحريمه

السؤال

قرأت في إحدى المقالات، أن النوتيلا تحتوي على الحليب البودرة، المنزوع منه الدسم، وليستين الصويا معدلين جينيا، ومبيدات حشرية، وأحماض دهنية محولة، سامة، في الزيت النباتي. وبصراحة خفت أن تكون فعلا هذه الأحماض الدهنية المحولة، الموجودة فيه سامة.
هل هذا صحيح أم هي آمنة؟
وهل هو حال جميع الشوكولاته التي تحتوي على زيت نباتي؟ وماذا عن الدهون المشبعة هل هي أيضا سامة؟ وهل تناول مثل هذه الأطعمة التي من الممكن أن تحتوي على ضرر، مع العلم به، يعتبر قتلا للنفس؟
بصراحة أنا أعاني من النحافة، وأحب تناول النوتيلا يوميا.
وعندي سؤال غريب، لكن مهم بالنسبة لي: أيهما أشد تناول هذه الأطعمة التي قد تكون مضرة مع العلم بذلك، أم الزنا مع المحارم؟
معظم الأطعمة قد تكون مضرة دون العلم بذلك. وهل العلم بها هو الذي يمكن أن يدخلها في خانة قتل النفس؟
وهل يمكن قول بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في السماء، ولا في الأرض صباحا ومساء؛ لتفادي ضررها؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالأصل في الأشياء هو الإباحة، وليس كل ما يكتب في مقال أو غيره، يكون صحيحا حتى يعلم أن كاتبه من أهل الخبرة والاختصاص، وما لم يثبت ضرره من الأطعمة ضررا بينا، يشهد به أهل الخبرة والاختصاص، فتناوله مباح لا حرج فيه، ولتنظر الفتوى رقم: 118201.

وعليه؛ فلا وجه للمقارنة بين تناول هذه الأطعمة التي لم يثبت ضررها، وبين ما علم تحريمه كقتل النفس، وزنى المحارم ونحو ذلك.

وذكر الله، وقول بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض، ولا في السماء، وهو السميع العليم، فعل حسن، ولكنه لا يبيح للعبد أكل ما عُلم ضرره.

ويظهر لنا أنك تسترسلين مع الأوهام، والذي ننصحك به أن تدعي الأوهام، ولا تبالي بها، ولا تعيريها اهتماما؛ لأن الاسترسال معها يفضي إلى شر عظيم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني