الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم قضاء الفرائض والنوافل التي صليت بوضوء ناقص

السؤال

عليّ قضاء صلوات كثيرة جدا؛ لأنني صليتها بوضوء ناقص، وأنا حاليا أقضي الفرائض.
سؤالي: هل يجب عليّ قضاء النوافل، التي صليتها مع تلك الصلوات غير الصحيحة؟ وكيف يقضي النوافل من لم يواظب عليها؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا يجب عليك قضاء النوافل التي صليت مع الفرائض أو غيرها بغير وضوء، أو بفوات وقتها؛ لأنها غير واجبة أصلا، وقد اختلف أهل العلم في مشروعية قضاء النوافل الراتبة؛ فذهب الشافعية، ومن وافقهم في القول الصحيح عندهم إلى استحباب قضائها.

قال الإمام النووي في المجموع: الصَّحِيح عِنْدَنَا اسْتِحْبَابُ قَضَاءِ النَّوَافِلِ الرَّاتِبَةِ، وَبِهِ قَالَ مُحَمَّدٌ وَالْمُزَنِيُّ، وَأَحْمَدُ فِي رِوَايَةٍ عَنْهُ. وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ وَمَالِكٌ وأبو يوسف في أشهر الرواية عنهما لا يقضي. اهـ.

ولكن من كان عليه قضاء الصلوات المفروضة، عليه أن يبدأ أولا بقضاء ما في ذمته من الفرائض، ولا ينشغل عنها بأداء النوافل، أو قضائها؛ فقد صح عن نبينا صلى الله عليه وسلم أنه قال في الحديث القدسي، الذي يرويه عن ربه تبارك وتعالى: ... وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضت عليه.. الحديث. رواه البخاري.

وقال الأخضري المالكي في مختصره: ولا يتنفل من عليه القضاء، ولا يصلي الضحى، ولا قيام رمضان..."
وكان الأفضل أن تبيني لنا نقص الوضوء الذي صليت به، لنعرف هل هذا النقص مؤثر على صحته أم لا يؤثر عليها.

وللمزيد من الفائدة، انظري الفتوى رقم: 190859.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني