الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعدد الجمعة والجماعات في البلد الصغير

السؤال

نحن في مدينة إيفيان بفرنسا ـ مدينة صغيرة ـ لنا مسجدان، بينهما حوالي 50 مترًا، في البداية كان المسلمون يصلون في المسجد الأول لسنوات، ونظرًا لضيق المسجد -خاصة في الصيف، وفي رمضان، وفي الأعياد- قام أحد المحسنين ببناء مسجد واسع مجهز بكل الوسائل -المسجد الثاني الجديد ـ وقمنا بالانتقال إليه، والصلاة فيه، وأغلق المسجد الأول القديم، ولم يعد يُستعمل إلا للأنشطة الثقافية، وبعد مرور عام كامل، ونظرًا لعدم رغبة بعض المصلين في بقاء الإمام؛ نظرًا لأخلاقه وسمعته المشبوهة، رجعوا إلى المسجد الأول القديم، وبدؤوا في الصلاة فيه، ووضعوا شرطًا لرجوعهم هو أن يرحل الإمام، وبعد ضغوط خارجية، وعائلية استقال الإمام ورحل، فظننا أن المشكلة قد انتهت، وسيجتمع المسلمون في مسجد واحد، لكن جماعة المسجد الأول القديم أصبحوا يطالبون بمطالب أخرى حتى يرجعوا، على رأسها أن يشاركوا في تسيير المسجد الجديد، وأن يمارسوا نشاطاتهم الثقافية بكل حرية، وهذا ما يرفضه من يسيرون المسجد الثاني الجديد، فهل هذه المطالب شرعية؟ وهل يجوز لهم المكوث في المسجد الأول؟ وما حكم الصلاة في هذا المسجد القديم ـ الصلوات الخمس، وصلاة الجمعة ـ مع العلم أن المسجد الجديد كبير وواسع، ومجه،ز ويحترم المقاييس الأمنية والقانونية، على عكس المسجد القديم، وأن غير المسلمين يطرحون علينا هذا السؤال: لماذا هناك مسجدان متجاوران رغم قلة عدد المسلمين في المدينة؟ وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فهذا النزاع القائم بينكم ينبغي أن ترجعوا في حله للمراكز الإسلامية الموجودة عندكم، والجهات الموكلة بفض أمثال تلك المنازعات، ولكننا نقول إجمالًا: إن الأصل أن يجتمع المسلمون للصلاة في مسجد واحد، وبخاصة صلاة الجمعة، فإذا كان هذا المسجد الجديد يتسع للمصلين، فلا ينبغي إقامة الجمعة في غيره؛ لأن الأصل أن تفعل في مكان واحد في البلد، ولتنظر الفتوى رقم: 119257، وما فيها من إحالات.

وأما الصلوات الخمس غير الجمعة: فلا حرج في إقامتها في أكثر من مسجد في المدينة الواحدة، وإن كان الأولى والأكمل فعلها في مسجد واحد؛ تحصيلًا لمقصودها، ولتنظر الفتوى رقم: 132487.

ومن ثم؛ فالذي ننصحكم به هو أن تكلموا هؤلاء الإخوة بلين ورفق، وتدعوهم إلى وحدة الصف، واجتماع الكلمة، فإن هذا ـ وخاصة حيث أنتم ـ من أهم المهمات، وليتعاون الجميع على البر والتقوى، ولا يُنازع نظار الوقف والقائمين على تسيير المسجد الكبير في إدارته، ولكن إذا رأى غيرهم أمرًا ما يحتاج إلى مناصحة ناصحوهم، وبينوا لهم وجهة نظرهم، ولو أشركهم نظار الوقف في إدارة شؤون المسجد، أو بعضها؛ حرصًا على الائتلاف والوحدة، كان ذلك حسنًا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني