الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرد على من زعم أن الإقلاع عن المخدرات غير ممكن

السؤال

حكم الشباب الذين يتعاطون المخدرات فمنهم من يريد الإقلاع لكن بعد فوات الأوان فلقد انتحر كثير منهم خوفا على آبائهم من مشاكلهم، فما حكم ذلك مع العلم بأنهم حاولوا جاهدين الإقلاع لمعرفتهم بالأضرار ولكن بعد فوات الأوان؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن المخدرات محرمة بإجماع المسلمين، فلا يجوز تعاطيها بحال من الأحوال، ذلك أن فيها تغييب العقل الذي هو أعز نعمة أنعم الله بها على الإنسان وفضله بها على سائر الحيوانات، وانظر الفتوى رقم: 1994. وأما الانتحار فأمره أشد وأفظع، قال الله تعالى: وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً [النساء:29]. وروى ثابت بن الضحاك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قتل نفسه بحديدة فحديدته يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً، ومن شرب سما فقتل نفسه فهو يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً، ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً. متفق عليه. فأي بلاء أعظم من هذا والعياذ بالله؟ وأي مشاكل يخافون على آبائهم منها أخطر من الخلود الذي ينتظرهم هم أنفسهم في نار جهنم؟. فعلى هؤلاء الشباب أن يتوبوا من ذنوبهم ويرجعوا عن غيهم قبل أن يستغيثوا فلا يغاثوا، وليس صحيحاً أن الإقلاع عن تعاطي المخدارت مستحيل بعد ما تستحكم في الشخص، بل إن كثيرين ممن كانوا غارقين فيها وفي غيرها من الآثام قد أنابوا إلى الله وحسنت توبتهم، فالقول بأن الإقلاع غير ممكن من كيد الشيطان، وقد قال الله تعالى: إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً [النساء:76]. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني