الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يمكن لأتباع المذهب مخالفة قول إمامهم؟

السؤال

أثابكم الله.
هل يمكن أن يخالف مذهب مَّا، قول إمام المذهب، بحيث يكون هو المعتمد عندهم، بمعنى أن يقال إن قول المالكية هو كذا، ويكون قول الإمام بخلاف ما ذهب إليه أتباع المذهب؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فاعلم -وفقك الله- أن علماء الأمة، وأصحاب المذاهب المتبوعة، بذلوا جهودا جبارة في تحرير هذه المذاهب، وبيان صحيحها من زائفها، وراجحها من مرجوحها، واستفرغ أتباع كل مذهب الوسع في تحرير مذهب إمامهم، وتتبع كلامه، ومعرفة وجوه دلالته منطوقا، ومفهوما، بحيث يبعد تصور أنهم يتطابقون على الغلط عليه، أو نسبة خلاف قوله إليه.

نعم، قد يكون للإمام أكثر من قول، فيختلف أصحاب المذهب في تحرير أيها الراجح عن الإمام، بناء على قواعد يقررونها في بيان معرفة المذهب.

والحاصل أن أتباع كل مذهب، أقعد بمذهب إمامهم، وأن إليهم المرد في معرفة المذهب، وبيان ما كان عليه الإمام، ولا نعني أن هؤلاء الأئمة والعلماء معصومون فيما يقررونه، فقد يعرض للواحد منهم الوهم، أو الغلط، ولكن من البعيد بمكان أن يجمع علماء مذهب ما على نسبة قول لإمامهم، وهو في نفس الأمر يقول بخلافه، ولا توجد عنه رواية بالقول الذي اعتمده أصحابه مذهبا له.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني